٥٤٣١٣ - قال مقاتل بن سليمان: في قوله - عز وجل -: {تبارك}، يقول: افتعل البركة (٢). (ز)
٥٤٣١٤ - قال يحيى بن سلَّام: قوله: {تبارك}، وهو مِن باب البركة، كقوله: تعالى، ارتفع (٣)[٤٧٠٣]. (ز)
{الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ}
٥٤٣١٥ - عن سعيد بن جبير -من طريق عطاء بن السائب- في قوله:{نزل الفرقان}، قال: خواتيم سورة البقرة مِن كنزٍ تحت العرش (٤). (ز)
٥٤٣١٦ - عن مجاهد بن جبر -من طريق سفيان، عن رجل- قال: إنّما سُمي:
[٤٧٠٣] ذكر ابنُ القيم (٢/ ٢٥١) أن لفظة {تبارك} جاءت على «بناء السعة والمبالغة؛ كتعالى، وتعاظم، ونحوهما، فجاء بناء {تبارك} على بناء» تعالى «الذي هو دالٌّ على كمال العلوِّ ونهايته، فكذلك {تبارك} دالٌّ على كمال بركته وعظمها وسعتها، وهذا معنى قول مَن قال مِن السلف: {تبارك}: تعاظم». ثم ذكر أقوال المفسرين في معنى: {تبارك}، ثم علَّق عليها بقوله: «وحقيقة اللفظة: أنّ البركة: كثرة الخير ودوامه، ولا أحد أحق بذلك وصفًا وفعلًا منه -تبارك وتعالى-، وتفسير السلف يدور على هذين المعنيين، وهما متلازمان، لكن الأليق باللفظة معنى الوصف لا الفعل، فإنّه فِعل لازم مثل:» تعالى «و» تقدس «و» تعاظم «. ومثل هذه الألفاظ ليس معناها أنه جعل غيره عاليًا ولا قدوسًا ولا عظيمًا، هذا مما لا يحتمله اللفظ بوجه، وإنما معناها في نفس من نسبت إليه؛ فهو المتعالي المتقدس، فكذلك {تبارك} لا يصح أن يكون معناها: بارك في غيره، وأين أحدهما مِن الآخر لفظًا ومعنىً؛ هذا لازم وهذا متعد؟! فعلمت أنّ من فسر {تبارك} بمعنى: ألقى البركة، وبارك في غيره. لم يُصِب معناها، وإن كان هذا مِن لوازم كونه متباركًا». ووجَّه قول الحسن قائلًا: «وبارك من باب: أعطى وأنعم، ولما كان المتعدي في ذلك يستلزم اللازم مِن غير عكس فسَّر مَن فسَّر مِن السلف اللفظة بالمتعدي؛ لينتظم المعنيين، فقال: مجيء البركة كلها من عنده، أو البركة كلها من قِبَلِه، وهذا فَرْعٌ على تبارك في نفسه».