للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٥٩٣٨ - عن عبد الله بن يزيد -من طريق إسحاق- مَن قرأ: {قُبُلًا} مَعناه: قبيلًا قبيلًا (١). (ز)

٢٥٩٣٩ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: {وحَشَرْنا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا}، قال: حشروا إليهم جميعًا، فقابَلوهم، وواجَهوهم (٢) [٢٣٧٢]. (ز)

{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ}

٢٥٩٤٠ - عن أبي أُمامة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يا أبا ذر، تعَوَّذْ بالله من شرِّ شياطين الجن والإنس». قال: يا نبي الله، وهل للإنس شياطين؟ قال: «نعم، {شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا}» (٣). (٦/ ١٧٣)


[٢٣٧٢] اختُلِف في قراءة قوله: {قبلا}؛ فقرأته قرأة أهل المدينة: «قِبَلًا» بكسر القاف وفتح الباء، بمعنى: معاينة، من قول القائل: لقيته قبلًا، أي: معاينة ومجاهرة. وقرأته قرأة الكوفيين والبصريين: {قُبُلا} بضم القاف والباء. وللقراءة الثانية ثلاثة أوجه: أحدها: أن يكون القُبُل جمع قَبيل، كالرُّغف التي هي جمع رغيف، ويكون القبل: الضمناء والكفلاء، وتأويل الكلام: وحشرنا عليهم كل شيء كفلاء يكفلون لهم بأن الذي نعدهم على إيمانهم بالله إن آمنوا، أو نوعدهم على كفرهم بالله إن هلكوا على كفرهم، ما آمنوا إلا أن يشاء الله. والوجه الآخر: أن يكون القبل بمعنى المقابلة والمواجهة، من قول القائل: أتيتك قُبُلا لا دبرًا، إذا أتاه من قِبَل وجهه، ومنه قوله تعالى: {قُدَّ من قُبُل} [يوسف: ٢٦]، وقراءة ابن عمر: (لِقُبُلِ عِدَّتِهِنَّ) أي: لاستقبالها ومواجهتها في الزمن. والوجه الثالث: أن يكون معناه: وحشرنا عليهم كل شيء قبيلة قبيلة، صنفًا صنفًا، وجماعة جماعة. فيكون القبل حينئذ جمع قبيل، الذي هو جمع قبيلة، فيكون القبل جمع الجمع. ينظر: تفسير ابن جرير (٩/ ٤٩٤ - ٤٩٥)، وتفسير ابن عطية (٣/ ٣٤٢ - ٣٤٣).
ورجَّح ابنُ جرير (٩/ ٤٩٦ بتصرف) قراءة الضم مستندًا إلى لغة العرب، فقال: «وأَوْلى القراءتين في ذلك بالصواب عندنا ... لِما ذكرنا من احتمال ذلك الأوجه التي بينّا من المعاني، وأن معنى القِبَل داخل فيه، وغير داخل في القِبَل معاني القُبُل».

<<  <  ج: ص:  >  >>