للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بالمدينة {واسِعَةٌ} مِن الضيق، {فَإيّايَ فاعبدون} يعني: فوحِّدوني بالمدينة علانيةً (١). (ز)

٦٠١٧٤ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: {يا عبادي الذين آمنوا إن أرضي واسعة فإياي فاعبدون}، فقلت: يُرِيد بهذا مَن كان بمكة من المؤمنين؟ فقال: نعم (٢). (ز)

٦٠١٧٥ - قال يحيى بن سلّام، في قوله: {فإياي فاعبدون}: فيها. أمرهم في هذه الآية بالهجرة، وأن يُجاهِدوا في سبيل الله؛ يهاجروا إلى المدينة ثم يجاهدوا إذا أُمروا بالجهاد. وقوله: {فإياي فاعبدون} أي: في تلك الأرض التي أمركم أن تهاجروا إليها، يعني: المدينة، نزلت هذه الآية بمكة قبل الهجرة (٣) [٥٠٧١]. (ز)

[آثار متعلقة بالآية]

٦٠١٧٦ - عن الزبير بن العوام، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «البلادُ بلادُ الله، والعبادُ عبادُ الله، فحيثما أصبتَ خيرًا فأقِم» (٤). (١١/ ٥٦٨)


[٥٠٧١] أفادت الآثار الاختلاف في المعنى المراد بقوله: {إنَّ أرْضِي واسِعَةٌ} على خمسة أقوال: أولها: أنّ المعنى: جانِبُوا أهلَ المعاصي بالخروج من أرضهم، واهربوا ممن منعكم من العمل بطاعتي. وهذا قول سعيد بن جبير، وعطاء، وابن زيد. والثاني: أنّ المعنى: إنّ ما أُخْرِج مِن أرضي لكم مِن الرزق واسعٌ لكم. وهذا قول مُطَرِّف بن عبد الله بن الشّخِّير. والثالث: أنّ المعنى: إنّ رحمتي واسعة لكم. وهذا قول آخر لمُطَرِّف بن عبد الله بن الشّخِّير. والرابع: أنّ المعنى: هاجروا وجاهدوا أعداء الله بالقتال. وهذا قول مجاهد. والخامس: أنّ المعنى: اطلبوا أولياء الله إذا ظهروا بالخروج إليهم. وهذا قول أبي العالية.
وذكر ابنُ جرير (١٨/ ٤٣٥) القولين الأول والثاني فقط، ثم رجَّحَالقولَ الأولَ استنادًا إلى السياق، ودلالة العقل، فقال: «أولى القولين بتأويل الآية قولُ مَن قال: معنى ذلك: إن أرضي واسعة، فاهربوا مِمَّن منعكم من العمل بطاعتي. لدلالة قوله: {فَإيّايَ فاعْبُدُونِ} على ذلك، وأن ذلك هو أظهر معنييه، وذلك أنّ الأرض إذا وصفها بِسعَة فالغالب مِن وصفه إياها بذلك أنها لا تضيق جميعها على مَن ضاق عليه منها موضع، لا أنه وصفها بكثرة الخير والخصب».

<<  <  ج: ص:  >  >>