وانتقد ابنُ جرير (٢/ ٢٣٤) قولَ قتادة مستندًا إلى مخالفته لغة العرب، فقال: «وأولى التأويلات في قوله: {فقليلا ما يؤمنون} بالصواب: هو أن الله أخبر أنه لعن الذين وصف صفتهم في هذه الآية، ثم أخبر عنهم أنهم قليلو الإيمان بما أنزل الله إلى نبيه محمد، ولذلك نصب قوله: {فقليلا}؛ لأنه نعت للمصدر المتروك ذكره، ومعناه: بل لعنهم الله بكفرهم فإيمانًا قليلًا ما يؤمنون، فقد تبين إذًا بما بينا -أنهم قليلو الإيمان- فساد القول الذي روي عن قتادة في ذلك؛ لأن معنى ذلك لو كان على ما روي من أنه يعني به: فلا يؤمن منهم إلا قليل، أو فقليل منهم من يؤمن، لكان القليل مرفوعًا لا منصوبًا؛ لأنه إذا كان ذلك تأويله كان القليل حينئذ مرافعًا {ما} وإن نُصِبَ القليل -و {ما} في معنى: مَن، أو الذي- فقد بقيت {ما} لا مُرافع لها. وذلك غير جائز في لغة أحد من العرب».