للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الإيمان يبدو لُمْظَةً (١) بيضاء في القلب، فكلما ازداد الإيمان عُظْمًا ازداد ذلك البياض، فإذا اسْتُكْمِل الإيمان ابيضَّ القلب كله، وإن النفاق لُمْظَة سوداء في القلب، فكلما ازداد النفاق عُظْمًا ازداد ذلك السواد، فإذا اسْتُكمِل النفاق اسودَّ القلب كله، وايْمُ الله، لو شققتم عن قلب مؤمن لوجدتموه أبيض، ولو شققتم عن قلب منافق لوجدتموه أسود (٢). (١/ ٤٦٣)

٢٨٥٤ - عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جُبَير- قال: إنما سمي القلب لتقلبه (٣). (١/ ٤٦١)

{بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا مَا يُؤْمِنُونَ (٨٨)}

٢٨٥٥ - عن قتادة بن دِعامة -من طريق مَعْمَر- في قوله: {فقليلا ما يؤمنون}، قال: لا يؤمن منهم إلا قليل (٤) [٣٦٠].

(١/ ٤٦٥)


[٣٦٠] وجَّه ابنُ عطية (١/ ٢٨٠) قول قتادة بقوله: «الضمير في {يُؤْمِنُونَ} لحاضري محمد، ويتجه قلة هذا الإيمان: إما لأن من آمن بمحمد منهم قليل فيقل لقلة الرجال، قال هذا المعنى قتادة».
وانتقد ابنُ جرير (٢/ ٢٣٤) قولَ قتادة مستندًا إلى مخالفته لغة العرب، فقال: «وأولى التأويلات في قوله: {فقليلا ما يؤمنون} بالصواب: هو أن الله أخبر أنه لعن الذين وصف صفتهم في هذه الآية، ثم أخبر عنهم أنهم قليلو الإيمان بما أنزل الله إلى نبيه محمد، ولذلك نصب قوله: {فقليلا}؛ لأنه نعت للمصدر المتروك ذكره، ومعناه: بل لعنهم الله بكفرهم فإيمانًا قليلًا ما يؤمنون، فقد تبين إذًا بما بينا -أنهم قليلو الإيمان- فساد القول الذي روي عن قتادة في ذلك؛ لأن معنى ذلك لو كان على ما روي من أنه يعني به: فلا يؤمن منهم إلا قليل، أو فقليل منهم من يؤمن، لكان القليل مرفوعًا لا منصوبًا؛ لأنه إذا كان ذلك تأويله كان القليل حينئذ مرافعًا {ما} وإن نُصِبَ القليل -و {ما} في معنى: مَن، أو الذي- فقد بقيت {ما} لا مُرافع لها. وذلك غير جائز في لغة أحد من العرب».

<<  <  ج: ص:  >  >>