وبنحوه قال ابنُ جرير (١٩/ ٤٩٦)، وكذا ابنُ عطية (٧/ ٢٧١)، وابنُ كثير (١٢/ ٧). [٥٤٦٤] اختلف القراء في قراءة قوله تعالى: {بزينة الكواكب} على أربعة أوجه: الأول: بتنوين {بزينةٍ}، وخفض {الكواكب} على البدلية، هكذا {بِزِينَةٍ الكَواكِبِ}، بمعنى: إنا زيَّنّا السماء الدنيا بزينةٍ هي الكواكب، كأنه قال: زيَّنّاها بالكواكب. والثاني: بإضافة «بزينة»، إلى «الكواكب»، هكذا «بِزِينَةِ الكَواكِبِ»، بمعنى: إنا زينا السماء الدنيا بتزيينها الكواكب، أي: زينتها الكواكب. والثالث: بتنوين «زينة»، ونصب «الكواكب»، هكذا (بِزِينَةٍ الكَواكِبَ)، بمعنى: إنا زينا السماء الدنيا بتزييننا الكواكبَ. والرابع: بتنوين «زينة»، ورفع «الكواكب»، هكذا (بِزِينَةٍ الكَواكِبُ)، بمعنى: إنا زينا السماء الدنيا بتزيينها الكواكبُ، أي: بأن زينتها الكواكبُ. علَّقَ ابنُ كثير (١٢/ ٧) على الوجهين الأول والثاني، بقوله: «كلاهما بمعنى واحد». وعلَّقَ ابنُ جرير (١٩/ ٤٩٧) على هذه الأوجه بقوله: «وذلك أنّ الزِّينة مصدرٌ، فجائزٌ توجيهُها إلى أيِّ هذه الوجوه التي وُصِفَت في العربية». ثم ذَهَبَ (١٩/ ٤٩٧) إلى صحة الوجهين الأول والثاني، مع كون وجه الخفض أعجب إليه، فقال: «أما القراءة فأعجبها إلَيّ بإضافة الزينة إلى الكواكب وخفض الكواكب؛ لصحة معنى ذلك في التأويل، والعربية، وأنها قراءة أكثر قراء الأمصار، وإن كان التنوين في الزينة وخفض الكواكب عندي صحيحًا أيضًا». وانْتَقَدَ القراءتين الثالثة والرابعة، فقال (١٩/ ٤٩٧ - ٤٩٨): «فأما النصب في» الكواكب «والرفع، فلا أستجيز القراءة بهما؛ لإجماع الحجة من القراء على خلافهما، وإن كان لهما في الإعراب والمعنى وجه صحيح».