ورجَّح ابنُ جرير (١١/ ٥٧٢) جوازَ تلك الأقوال مستندًا إلى العموم، فقال: «والصواب من القول في ذلك عندنا أن يُقال: إنّ الله تعالى أخبر عن المنافقين أنّهم يحلفون بالله كذِبًا على كلمة كفر تكلموا بها أنهم لم يقولوها، وجائز أن يكون ذلك القول ما روي عن عروة أنّ الجلاس قاله، وجائز أن يكون قائله عبد الله بن أبي ابن سلول. والقول ما ذكره قتادة عنه أنه قال، ولا علم لنا بأيِّ ذلك مِن أيٍّ؛ إذ كان لا خبر بأحدهما يُوجِب الحجة، ويتوصل به إلى يقين العلم به، وليس مما يدرك علمه بفطرة العقل، فالصواب أن يُقال فيه كما قال الله -جل ثناؤه-: {يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم}».