للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٣٣٧٣ - عن عبد الملك ابن جُرَيْج -من طريق حجاج- {قل إن الهدى هدى الله أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم} يقول: هذا الأمر الذي أنتم عليه {أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم أو يحاجوكم عند ربكم} قال: قال بعضهم لبعض: لا تخبروهم بما بَيَّنَ الله لكم في كتابه {ليحاجوكم} قال: ليخاصموكم به عند ربكم، فتكون لهم حُجَّة عليكم (١) [١٢٥١]. (٣/ ٦٢٨)

{قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (٧٣)}

١٣٣٧٤ - قال مقاتل بن سليمان: وقالا لسَفِلَة اليهود: {قل} يا محمد: {إن الفضل} يعني: الإسلام والنبوة {بيد الله يؤتيه من يشآء والله واسع} لذلك، {عليم} بمَن يؤتيه الفضل (٢). (ز)


[١٢٥١] وجَّه ابنُ جرير (٥/ ٥٠٤) معنى الآية على قول ابن جريج، فقال: «تأويل الكلام على قول أهل هذه المقالة: ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم، فتتركوا الحق أن يحاجوكم به عند ربكم من اتبعتم دينه، فاخترتموه أنه محق، وأنكم تجدون نعته في كتابكم. فيكون حينئذ قوله: {أو يحاجوكم} مردودًا على جواب نهي متروك على قول هؤلاء».
وقد رجّح ابنُ جرير (٥/ ٥٠٥ - ٥٠٦ بتصرف) هذا القول مستندًا إلى اللغة، وإلى السياق، فذهب إلى أن قوله: {قل إن الهدى هدى الله} معترض، وسائر الكلام مُتَّسِق على سياق واحد، ويكون تأويل الكلام حينئذ: «ولا تؤمنوا إلا لمن اتبع دينكم، ولا تؤمنوا أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم، بمعنى: لا يؤتى أحد بمثل ما أوتيتم، {أو يحاجوكم عند ربكم} بمعنى: أو أن يحاجكم عند ربكم أحد بإيمانكم؛ لأنكم أكرم على الله منهم بما فضلكم به عليهم. فيكون الكلام كله خبرًا عن قول الطائفة التي قال الله - عز وجل -: {وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار}، سوى قوله: {قل إن الهدى هدى الله}. وإنما اخترنا ذلك من سائر الأقوال التي ذكرناها لأنّه أصحها معنًى، وأحسنها استقامة على معنى كلام العرب، وأشدها اتِّساقًا على نَظْمِ الكلام وسياقه، وما عدا ذلك من القول فانتزاع يَبْعُد من الصحة على استكراه شديد للكلام».

<<  <  ج: ص:  >  >>