٤٨٧٧٩ - عن عبد الله بن عباس - من طريق العوفي- في قوله: {لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومساكنكم لعلكم تسألون (١٣)}. يعني: مَن نزل به العذاب في الدنيا ممن كان يعصي الله من الأمم (١). (ز)
٤٨٧٨٠ - عن ابن وهب، قال: حدَّثني رجل مِن المحرَّرين (٢)، قال: كان باليمن قريتان، يُقال لإحداهما: حَضُوراء، والأخرى: قلاثة، فبَطِرُوا وأُتْرِفُوا حتى ما كانوا يغلقون أبوابهم، فلما أُتْرِفُوا بعث الله إليهم نبيًّا، فدعاهم، فقتلوه، فألقى الله في قلب بُخْتِنَصَّرَ أن يغزوهم، فجهَّز إليهم جيشًا، فقاتلوهم، فهزموا جيشَه، فرجعوا منهزمين إليه، فجهَّز إليهم جيشًا آخر أكثف مِن الأول، فهزموهم أيضًا، فلمّا رأى بُخْتُنَصَّرَ ذلك غزاهم هو بنفسه، فقاتلوه، فهزمهم حتى خرجوا منها يركضون، فسمعوا مناديًا يقول:{لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومساكنكم}. فرجعوا، فسمعوا مناديًا يقول: يا لَثارات النبيِّ. فقُتِلُوا بالسيف، فهي التي قال الله:{وكم قصمنا من قرية} إلى قوله: {خامدين}(٣). (١٠/ ٢٧٥)
٤٨٧٨١ - عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نَجِيح- في قوله:{لا تركضوا}، قال: لا تَفِرُّوا (٤). (١٠/ ٢٧٥)
٤٨٧٨٢ - عن الربيع بن أنس، في الآية، قال: كانوا إذا أحَسُّوا بالعذاب، وذهبت عنهم الرسل مِن بعد ما أنذروهم؛ فكذَّبوهم، فلما فقدوا الرسل وأحسوا بالعذاب أرادوا الرجعة إلى الإيمان، وركضوا هاربين من العذاب، فقيل لهم:{لا تركضوا}. فعرفوا أنه لا محيصَ لهم (٥). (١٠/ ٢٧٤)
٤٨٧٨٣ - قال مقاتل بن سليمان: قالت لهم الملائكة كهيئة الاستهزاء: {لا تركضوا}، يقول: لا تهربوا (٦)[٤٣٣٤]. (ز)
[٤٣٣٤] ذكر ابنُ عطية (٦/ ١٥٦) أنّ قوله: {لا تَرْكُضُوا ... } يحتمل أن يكون مِن قول رجال بختنصر، ويكون المعنى أنهم خدعوهم واستهزؤوا بهم بأن قالوا للهاربين منهم: لا تفروا وارجعوا إلى مواضعكم لعلكم تسألون صلحًا أو جزية أو أمرًا يتفق عليه. فلما انصرفوا أمر بختنصر بقتلهم. وذكر أنه يحتمل أن يكون مِن كلام ملائكة العذاب، وأنّ الآيات وصْف قصة كل قرية، وأنه لم يرد تعيين حضورا ولا غيرها، ويكون المعنى: أنّ أهل هذه القرى كانوا باغترارهم يرون أنهم مِن الله تعالى بمكان، وأنّه لو جاءهم عذابٌ أو أمْرٌ لم ينزل بهم حتى يخاصموا أو يسألوا عن وجه تكذيبهم لنبيهم، فيحتجُّون هم عند ذلك بحجج تنفعهم في ظنهم، فلمّا نزل العذاب دون هذا الذي أملوه وركضوا فارين نادتهم الملائكة -على وجْه الهزء بهم-: لا تركضوا وارجعوا لعلكم تسألون كما كنتم تطمعون بسفه رأيكم، ثم يكون قوله: {حصيدا}، أي: بالعذاب ترُكوا كالحصيد.