للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٧٣٨٤٠ - قال مقاتل بن سليمان: {تَنْزِعُ} الريحُ أرواح {النّاسَ} من أجسادهم، فتصرعهم، ثم شبّههم، فقال: {كَأَنَّهُمْ أعْجازُ نَخْلٍ} يعني: أصول النخل {مُنْقَعِرٍ} يقول: انقعرت النّخلة مِن أصلها، فوقعت، وهو المنقطع، فشبّههم حين وقعوا مِن شدّة العذاب بالنخيل الساقطة التي ليست لها رؤوس، وشبّههم بالنخيل لطُولهم، كان طول كلّ رجل منهم اثني عشر ذراعًا (١). (ز)

[آثار متعلقة بالآية]

٧٣٨٤١ - عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة- قال: لَمّا هاجت الرّيح قام نفرٌ مِن عاد سبعة، سُمّي لنا منهم ستة من أيِّد عاد وأجسمها، منهم: عمرو بن الحليّ، والحارث بن شداد، والهِلْقام، وابنا تيقن، وخَلَجان بن أسعد، فأَوْلجوا العيال في شِعبٍ بين جبلين، ثم اصطفُّوا على باب الشِّعب ليردّوا الرّيح عمَّن بالشّعب مِن العيال، فجعلت الريح تَجْعَفُهُم (٢) رجلًا رجلًا، فقالت امرأة من عاد:

ذهب الدهر بعمرو بـ ... ـن حليٍّ والهَنِيّات

ثم بالحارث والهِلْـ ... ـقام طلّاع الثَّنِيّات

والذي سدّ مَهبّ الرّ ... يح أيام البليّات (٣). (ز)

٧٣٨٤٢ - عن محمد بن إسحاق -من طريق إسماعيل بن عيّاش- قال: لما هبّت الرّيح قام سبعة من عاد، فقالوا: نردّ الرّيح. فأتَوا فَم الشّعب الذي يأتي منه الرّيح، فوقفوا عليه، فجعلت الرّيح تهبّ، فتدخل تحت واحد منهم، فتقتلعه من الأرض، فترمي به على رأسه، فتندقّ رقبته، ففعلت ذلك بستة منهم، وتركتهم كما قال الله: {أعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ} [الحاقة: ٧]، وبقي الخَلَجان، فأتى هودًا، فقال: يا هود، ما هذا الذي أرى في السحاب كهيئة البَخاتيّ؟ قال: تلك ملائكة ربي. فقال: مالي إنْ أسلمْتُ؟ قال: تَسْلم. قال: أيعيذني ربّك إنْ أسلمْتُ من هؤلاء؟ فقال: ويلك، أرأيتَ مَلِكًا يُعِيذ من جُنده؟ فقال: وعزّته، لو فعل ما رضيتُ. قال: ثم مال إلى جانب الجبل، فأخذ برُكنٍ منه، فهزّه، فاهتزّ في يده، ثم جعل يقول:

لم يبق إلا الخَلَجان نفسه ... يا لك من يومٍ دهاني أمسُه


(١) تفسير مقاتل بن سليمان ٤/ ١٨٠ - ١٨١.
(٢) تَجْعَفُهُم: تصرعهم. لسان العرب (جعف).
(٣) أخرجه ابن جرير ٢٢/ ١٣٥ - ١٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>