وقد رجّح ابنُ جرير (١٦/ ٤٤١) مستندًا لأقوال السلف القول الثاني، فقال: «وأولى القولين في ذلك بالصواب القول الذي روي عن ابن عباس، وهو أنّ الله أرسل نبيه محمدًا - صلى الله عليه وسلم - رحمة لجميع العالمين؛ مؤمنهم، وكافرهم. فأما مؤمنهم فإن الله هداه به، وأدخله بالإيمان به، وبالعمل بما جاء به من عند الله الجنة. وأما كافرهم فإنه دفع به عنه عاجل البلاء الذي كان ينزل بالأمم المكذبة رسلها من قبله». وبنحوه ابنُ القيم (٢/ ٢٠٧). وذكر ابنُ عطية (٤/ ٢٠٨) القولين، ثم علّق بقوله: «ويحتمل الكلام أن يكون معناه: {وما أرسلناك للعالمين إلا رحمة}، أي: هو رحمة في نفسه وهدىً، أخذ به مَن أخذ، وأَعرض عنه مَن أعرض».