١٤٣٠٣ - عن مجاهد بن جبر، قال: يعني: نفقات الكفار، لا يكون لهم في الآخرة منها ثواب، وتذهب كما يذهب هذا الزرعُ الذي أصابته الريحُ فأهلكته (١). (ز)
١٤٣٠٤ - عن عبّاد بن منصور، قال: سألتُ الحسن البصري عن قوله: {أصابت حرث قوم ظلموا أنفسهم فأهلكته}. قال: فحلقَتْه، وأحرقَتْه (٢). (ز)
١٤٣٠٥ - قال مقاتل بن سليمان:{أصابت} الريحُ الباردةُ {حرث قوم ظلموا أنفسهم فأهلكته} فلم يبق منه شيئًا، كما أهلكت الريحُ الباردةُ حرث الظلمة، فلم ينفعهم حرثُهم، فكذلك أهلك الله نفقات سفلة اليهود -ومنهم كفار مكة- التي أرادوا بها الآخرة، فلم تنفعهم نفقاتُهم، فذلك قوله - عز وجل -: {وما ظلمهم الله ولكن أنفسهم يظلمون}(٣)[١٣٥٩]. (ز)
١٤٣٠٦ - قال مقاتل بن سليمان:{وما ظلمهم الله} حين أهلك نفقاتِهم؛ فلم تُقْبل منهم، {ولكن أنفسهم يظلمون}(٤). (ز)
١٤٣٠٧ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق أصْبَغ بن الفرج- يقول: ثُمَّ اعتذر إلى خلقه، فقال:{وما ظلمهم الله} مِمّا ذكره لك مِن عذابِ مَن عذَّبْناه مِن الأمم، ولكن ظلموا أنفسهم (٥). (ز)
[١٣٥٩] ذكر ابن عطية (٢/ ٣٢٩) أن قوله تعالى: {ظَلَمُوا أنْفُسَهُمْ} «تأوَّله جمهور المفسرين بأنه ظلم بمعاصي الله، فعلى هذا وقع التشبيه بحرث من هذه صفته». ثم نقل عن بعض الناس ونحا إليه المهدوي أن المعنى: «زرعوا في غير أوان الزراعة». ثم علَّق عليه بقوله: «وينبغي أن يقال في هذا: ظلموا أنفسهم بأن وضعوا أفعال الفلاحة غير موضعها من وقت أو هيئة عمل، ويُخَصّ هؤلاء بالذكر لأن الحرق فيما جرى هذا المجرى أوعب وأشدَّ تمكُّنًا».