الأنصاري: يا رسول الله، انظر أمرك فامْضِ له، فو الله لو سِرْت بنا إلى عَدَنٍ ما تخلف عنك رجل من الأنصار. ففرح النبي - صلى الله عليه وسلم -، حتى عُرِف السرور في وجهه. فقال المِقْداد بن الأسود الكِندِيّ: إنا معك. فضحك النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقال لهم معروفًا. فأنزل الله - عز وجل -: {كَما أخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ بِالحَقِّ وإنَّ فَرِيقًا مِنَ المُؤْمِنِينَ لَكارِهُونَ} للقتال، فلذلك {فاتَّقُوا اللَّهَ وأَصْلِحُوا ذاتَ بَيْنِكُمْ} في أمر الغنيمة، فيها تقديم (١). (ز)
٣٠١٧٥ - عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة- قال: ثم ذكر القوم -يعني: أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -- ومسيرهم مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، حين عرف القوم أن قريشًا قد سارت إليهم، وأنهم إنما خرجوا يريدون العير طمعًا في الغنيمة، فقال:{كما أخرجك ربك من بيتك بالحق} إلى قوله: {لكارهون}(٢). (ز)
٣٠١٧٦ - عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نَجِيح- في قوله:{كما أخرجك ربك من بيتك بالحق}، قال: كذلك أخرجك ربُّك، إلى قوله:{يجادلونك في الحق}، قال: القتال (٣). [٢٧٤٣](٧/ ٢٨)
٣٠١٧٧ - عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق داود- {فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين} ... {كما أخرجك ربك من بيتك بالحق}
[٢٧٤٣] علَّقَ ابن عطية (٤/ ١٣٨) على تأويل مجاهد هذا بقوله: «والتقدير على هذا التأويل: يجادلونك في الحق مجادلة ككراهتهم إخراج ربك إياك من بيتك. فالمجادلة على هذا التأويل بمثابة الكراهية، وكذلك وقع التشبيه في المعنى، وقائل هذه المقالة يقول: إن المجادلين هم المؤمنون».