[٣٣٨٤] ساق ابنُ عطية (٥/ ١٠٢ - ١٠٣) هذه الأحاديث، ثم علَّق بقوله: «وهنا اعتراض ينبغي أن ينفصل عنه، وذلك أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما ذكر هذا الكلام على جهة المدح ليوسف، فما باله هو، يذهب بنفسه عن حالة قد مدح بها غيره، فالوجه في ذلك أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما أخذ لنفسه وجهًا آخر مِن الرأي له جهة أيضًا مِن الجودة، أي: لو كنت أنا لبادرت بالخروج، ثم حاولت بيان عذري بعد ذلك، وذلك أن هذه القصص والنوازل إنما هي معرضة ليقتدي الناس بها إلى يوم القيامة، فأراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حمل الناس على الأحزم من الأمور، وذلك أنّ المتعمق في مثل هذه النازلة التارك فرصة الخروج من مثل ذلك السجن ربما ينتج له من ذلك البقاء في سجنه وانصرفت نفس مخرجه عنه، وإن كان يوسف - عليه السلام - أمِن من ذلك بعلمه من الله فغيره من الناس لا يأمن ذلك فالحالة التي ذهب النبي - صلى الله عليه وسلم - بنفسه إليها حالة حزم ومدح، وما فعله يوسف - عليه السلام - صبر عظيم وجلد».