للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

{وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ (١٩) وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ (٢٠) وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ (٢١) وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ}

٦٣٩٩٣ - عن عبد الله بن عباس -من طريق عطية العوفي- في قوله: {وما يَسْتَوِي الأَعْمى والبَصِيرُ} إلى آخر الآية، قال: هو مَثَلٌ ضربه الله لأهل الطاعة وأهل المعصية. يقول: وما يستوي الأعمى، والظلمات، والحرور، ولا الأموات، فهو مثل أهل المعصية. ولا يستوي البصير، ولا النور، ولا الظل، والأحياء، فهو مَثَل أهل الطاعة (١). (ز)

٦٣٩٩٤ - قال عبد الله بن عباس: {ولا الحَرُورُ} الريح الحارة بالليل، والسموم بالنهار (٢) [٥٣٧١]. (ز)

٦٣٩٩٥ - عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- فى قوله: {وما يَسْتَوِي الأَعْمى والبَصِيرُ} الآية، قال: هذا مَثَلٌ ضربه الله للكافر والمؤمن، يقول: كما لا يستوي هذا وهذا كذلك لا يستوي الكافر والمؤمن (٣). (١٢/ ٢٧٤)


[٥٣٧١] ذكر ابنُ جرير (١٩/ ٣٥٦ - ٣٥٧) قول ابن عباس أن الحَرور بالليل، والسَّموم بالنهار، ونسبه لرؤبة بن العجاج، ثم قال: «وأما أبو عبيدة فإنه قال: الحَرور في هذا الموضع بالنهار مع الشمس. وأما الفراء فإنه كان يقول: الحَرور يكون بالليل والنهار، والسَّموم لا يكون بالليل، إنما يكون بالنهار». ثم رجَّح قول الفراء أن الحَرور مطلقًا يكون بالليل والنهار، غير أنه رجَّح قول أبي عبيدة في تفسير الحَرور في هذا الموطن خاصة مستندًا إلى الدلالة العقلية قائلًا: «والصواب في ذلك عندنا: أنّ الحَرور يكون بالليل والنهار، غير أنه يكون في هذا الموضع بأن يكون كما قال أبو عبيدة أشبه مع الشمس؛ لأن الظل إنما يكون في يومِ شمسٍ، فذلك يدل على أنه أريد بالحَرور: الذي يوجد في حال وجود الظِّلّ».
ورجَّح ابنُ عطية (٧/ ٢١٣) قول الفراء، فقال: «وإنما الأمر كما حكى الفراء وغيره: أن السموم تختص بالنهار، والحَرور يقال في حرِّ الليل وفي حرِّ النهار». ولم يذكر مستندًا، وانتقد قول رؤبة بن العجّاج قائلًا: «وليس كما قال».

<<  <  ج: ص:  >  >>