للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا} [الأنبياء: ٣٠]، فقال له: "اذهب إلى ذلك الشيخ فاسأله، ثم تعال فأخبرني ما قال، فذهب إلى ابن عباس فسأله، فقال ابن عباس: "كانت السماوات رتقًا لا تمطر، وكانت الأرض رتقًا لا تنبت، ففتق هذه بالمطر، وفتق هذه بالنبات" فرجع الرجل إلى ابن عمر فأخبره، فقال: "إن ابن عباس قد أوتي علمًا، صدق هكذا كانتا ثم قال ابن عمر: "قد كنت أقول: ما يعجبني جرأة ابن عباس على تفسير القرآن، فالآن قد علمت أنه قد أوتي علمًا" (١). من هنا يتبين لنا منهج ابن عمر في التفسير وما ترتب عليه من قلة تفسيره للقرآن، وهو الواقع فعلًا، فمع أنه -رضي اللَّه عنه- من أكثر الصحابة حديثًا، وفقهًا، وقد طال به العمر، واجتنب الفتن، إلا أن آثاره في تفسير القرآن قليلة، بلغت في الموسوعة (٢٨٩) أثرًا، أغلبها في آيات الأحكام.

٢ - أبو مالك غزوان الغفاري الكوفي (ت: ٩١ - ١٠٠ هـ) (٢)

أبو مالك غزوان الغفاري الكوفي، مشهور بكنيته، روى عن ابن عباس، والبراء بن عازب. وعنه: سلمة بن كهيل، وحصين بن عبد الرحمن، وإسماعيل السُّدِّيّ. وثَّقَه يحيى بن معين. وهو معدود في الطبقة الوسطى للتابعين، والمعلومات عنه شحيحة في كتب التراجم، أرَّخ الذهبي وفاته ما بين عامي ٩١ - ١٠٠ هـ.

* منزلته في العلم والتفسير:

اشتهر أبو مالك بالتفسير أكثر من غيره من العلوم، ومن هنا ترجم له ابن سعد فقال: "صاحب التفسير. وكان قليل الحديث" (٣)، ومروياته في التفسير عديدة، رواية ودراية، وأغلب مروياته النقلية من تفسير ابن عباس عن طريق تلميذه السُّدِّيّ (٤)، أما تفسيره الاجتهادي فقد بلغ في الموسوعة (٢٨٥) أثرًا في جميع أجزاء القرآن، وفي جميع موضوعات التفسير حتى حروف المعاني، وهو تفسير نفيس يشهد بمكانته في هذا العلم، وأغلبه من طريق تلميذه إسماعيل السدي، يليه ما يرويه حصين بن عبد الرحمن.


(١) حلية الأولياء ١/ ٣٢٠.
(٢) تنظر ترجمته في: تهذيب الكمال ٢٣/ ١٠٠، تاريخ الإسلام ٢/ ١١٥٥.
(٣) الطبقات الكبرى ٦/ ٢٩٩، وكذا وصفه ابن معين، ينظر: تاريخ ابن معين - رواية ابن محرز ٢/ ٨٤.
(٤) وهو سند السُّدي المشهور عن أبي مالك وأبي صالح عن ابن عباس.

<<  <  ج: ص:  >  >>