ووجَّه ابنُ عطية (٨/ ٦٢١) القول الأول بقوله: «أي: عرضنا عليه طريقهما، وليست الهداية هنا بمعنى الإرشاد». ووجَّه القول الثاني بقوله: «وهذا مثال». ورجَّح ابنُ جرير (٢٤/ ٤١٩) -مستندًا إلى النظائر- القول الأول، وهو قول ابن مسعود من طريق زِرّ، وقول ابن عباس من طريق علي بن أبي طلحة وما في معناه، وعلَّل ذلك بقوله: «إنّ الله -تعالى ذِكْره- إذ عدَّد على العبد نعمه بقوله: {إنّا خَلَقْنا الإنْسانَ مِن نُطْفَةٍ أمْشاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْناهُ سَمِيعًا بَصِيرًا إنّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ} [الإنسان: ٢ - ٣] إنما عدَّد عليه هدايته إيّاه إلى سبيل الخير من نِعَمه، فكذلك قوله: {وهَدَيْناهُ النَّجْدَيْن}».