للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

صلاتهم خاشعون}، قال: الخشوع: خشوع القلب والطَّرْف (١). (ز)

٥١٣٤٩ - قال مقاتل بن سليمان: ثم نعتهم، فقال سبحانه: {الذين هم في صلاتهم خاشعون}، يقول: متواضعون، يعني: إذا صلّى لم يعرف مَن عن يمينه، ومَن عن شماله (٢). (ز)

٥١٣٥٠ - عن الثوري، عن أبي سنان الشيباني، عن رجل، أنه سُئِل عن قوله: {الذين هم في صلاتهم خاشعون}، قال: لا تلتفت في صلاتك، وأن تُلِين كتفك للرجل المسلم (٣) [٤٥٢٠]. (ز)

[آثار متعلقة بالآية]

٥١٣٥١ - عن أبي بكر الصديق، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «تَعَوَّذوا بالله مِن خشوع النفاق». قالوا: يا رسول الله، وما خشوع النفاق؟ قال: «خشوع البدن، ونفاق القلب» (٤). (١٠/ ٥٥٨)


[٤٥٢٠] اختُلِف في الذي عُنِي به في هذا الموضع من الخشوع؛ فقال بعضهم: عني به: سكون الأطراف في الصلاة. وقال آخرون: الخوف.
ورجَّح ابنُ جرير (١٧/ ١٠) صوابَ كلا القولين للعموم، فقال -بعد أن ذكر أن الخشوع: التذلل والخضوع-: «وإذ كان ذلك كذلك، ولم يكن الله -تعالى ذكره- دلَّ على أن مراده مِن ذلك معنًى دون معنًى في عقل ولا خبر؛ كان معلومًا أن معنى مراده من ذلك العموم. وإذ كان ذلك كذلك فتأويل الكلام ما وصفتُ مِن قبلُ مِن أنّه: والذين هم في صلاتهم متذللون لله بأداء ما ألزمهم مِن فرضه وعبادته، وإذا تذلل لله فيها العبد رُئيت ذلة خضوعه في سكون أطرافه، وشغله بفرضه، وتركه ما أمر بتركه فيها».
وعلَّق ابنُ تيمية (٤/ ٤٥٤) بقوله: «الخشوع يتضمن السكينة والتواضع جميعًا».

<<  <  ج: ص:  >  >>