للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

{إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ}

٤٤٦٠٧ - قال عبد الله بن عباس: يتنازعون في البنيان؛ فقال المسلمون: نبني عليهم مسجدًا يُصَلِّي فيه الناس؛ لأنهم على ديننا. وقال المشركون: نبني عليهم بنيانًا؛ لأنهم مِن أهل نسبنا (١). (ز)

٤٤٦٠٨ - قال عكرمة مولى ابن عباس: تنازعوا في البعث؛ فقال المسلمون: البعث للأجساد والأرواح معًا. وقال قوم: للأرواح دون الأجساد. فبعثهم الله تعالى، وأراهم أنّ البعث للأجساد والأرواح (٢). (ز)

٤٤٦٠٩ - عن عبد الله بن عبيد بن عمير -من طريق عبد العزيز بن أبي روّاد- قال: عمّى الله على الذين أعثرهم على أصحاب الكهف مكانَهم، فلم يهتدوا، فقال المشركون: نبني عليهم بنيانًا؛ فإنهم أبناء آبائنا، ونعبد الله فيها. وقال المسلمون: بل نحن أحق بهم، هم منا، نبني عليهم مسجدًا نصلي فيه، ونعبد الله فيه (٣). (ز)

٤٤٦١٠ - قال مقاتل بن سليمان: {إذ يتنازعون بينهم أمرهم فقالوا ابنوا عليهم بنيانا ربهم أعلم بهم}، يعني: إذ يخلفون (٤) في القول في أمرهم، فكان التنازع بينهم أن قالوا: كيف نصنع بالفتية؟ قال بعضهم: نبني عليهم بنيانًا (٥) [٣٩٨٦]. (ز)


[٣٩٨٦] اختُلِف أكان بعثهم ليعرفوا عظمة الله وسلطانه وقدرته على البعث؟ أم كان لقطع ما تجادل فيه أهل القرية من أمر الحشر وبعث الأجساد من القبور؟.
ورجَّح ابنُ جرير (١٥/ ٢١١) مستندًا إلى ظاهر القرآن القول الثاني، فقال: «لأن الله -عز ذكره- كذلك أخبر عباده في كتابه، وإن الله أعثر عليهم القوم الذين أعثرهم عليهم ليتحقق عندهم -ببعث الله هؤلاء الفتية من رقدتهم بعد طول مدتها بهيئتهم يوم رقدوا، ولم يشيبوا على مر الأيام والليالي عليهم، ولم يهرموا على كر الدهور والأزمان فيهم- قدرته على بعث من أماته في الدنيا من قبره إلى موقف القيامة يوم القيامة؛ لأن الله -عز ذكره- بذلك أخبرنا، فقال: {وكذلك أعثرنا عليهم ليعلموا أن وعد الله حق وأن الساعة لا ريب فيها}».
وذكر ابنُ عطية (٥/ ٥٨٦ - ٥٨٧ بتصرف) أن قوله تعالى: {إذ يتنازعون بينهم} تشير إلى القول الثاني. وأنه يحتمل أن يعمل في {أنَّ} على القول الثاني {أعْثَرْنا}، ويحتمل أن يعمل فيه {لِيَعْلَمُوا}. ثم ذكر أن الضمير في قوله: {لِيَعْلَمُوا} يحتمل أن يعود على أصحاب الكهف، أي: يجعل الله أمرهم آية لهم دالة على بعث الأجساد من القبور. ثم قال: «وقوله: {إذْ يَتَنازَعُونَ} -على هذا التأويل- ابتداء خبر عن القوم الذين بعثوا على عهدهم، والعامل في {إذْ} فعل مضمر، تقديره: واذكر، ويحتمل أن يعمل فيه {فَقالُوا}، ويكون المعنى: فقالوا إذ يتنازعون: ابنوا عليهم. والتنازع على هذا التأويل إنما هو في أمر البناء أو المسجد، لا في أمر القيامة».

<<  <  ج: ص:  >  >>