ورجَّح ابنُ جرير (١٥/ ٢١١) مستندًا إلى ظاهر القرآن القول الثاني، فقال: «لأن الله -عز ذكره- كذلك أخبر عباده في كتابه، وإن الله أعثر عليهم القوم الذين أعثرهم عليهم ليتحقق عندهم -ببعث الله هؤلاء الفتية من رقدتهم بعد طول مدتها بهيئتهم يوم رقدوا، ولم يشيبوا على مر الأيام والليالي عليهم، ولم يهرموا على كر الدهور والأزمان فيهم- قدرته على بعث من أماته في الدنيا من قبره إلى موقف القيامة يوم القيامة؛ لأن الله -عز ذكره- بذلك أخبرنا، فقال: {وكذلك أعثرنا عليهم ليعلموا أن وعد الله حق وأن الساعة لا ريب فيها}». وذكر ابنُ عطية (٥/ ٥٨٦ - ٥٨٧ بتصرف) أن قوله تعالى: {إذ يتنازعون بينهم} تشير إلى القول الثاني. وأنه يحتمل أن يعمل في {أنَّ} على القول الثاني {أعْثَرْنا}، ويحتمل أن يعمل فيه {لِيَعْلَمُوا}. ثم ذكر أن الضمير في قوله: {لِيَعْلَمُوا} يحتمل أن يعود على أصحاب الكهف، أي: يجعل الله أمرهم آية لهم دالة على بعث الأجساد من القبور. ثم قال: «وقوله: {إذْ يَتَنازَعُونَ} -على هذا التأويل- ابتداء خبر عن القوم الذين بعثوا على عهدهم، والعامل في {إذْ} فعل مضمر، تقديره: واذكر، ويحتمل أن يعمل فيه {فَقالُوا}، ويكون المعنى: فقالوا إذ يتنازعون: ابنوا عليهم. والتنازع على هذا التأويل إنما هو في أمر البناء أو المسجد، لا في أمر القيامة».