للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الصيام إلى الليل ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد}. فإنما ذكر الله الاعتكاف مع الصيام. =

٥٩٨٣ - قال مالك [بن أنس]: وعلى ذلك الأمرُ عندنا؛ أنه لا اعتكاف إلا بصيام (١) [٦٦٨]. (٢/ ٢٩٩)

{تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا}

٥٩٨٤ - عن عبد الله بن عباس -من طريق علي بن أبي طلحة- في قوله: {تلك حدود الله}، يعني: طاعة الله (٢). (٢/ ٣٠٢)

٥٩٨٥ - عن الضحاك بن مُزاحِم -من طريق عبيد بن سليمان- {تلك حدود الله}، قال: معصية الله، يعني: المباشرة في الاعتكاف (٣). (٢/ ٣٠٢)

٥٩٨٦ - عن شَهْر بن حَوْشب: فرائض الله (٤). (ز)

٥٩٨٧ - عن إسماعيل السدي -من طريق أسباط- قال: أمّا {حدود الله}: فشروطه (٥). (ز)

٥٩٨٨ - عن مقاتل بن حيان -من طريق بُكَيْر بن معروف- {تلك حدود الله فلا تقربوها}، يعني: الجماع (٦). (٢/ ٣٠٢)

٥٩٨٩ - قال مقاتل بن سليمان: ثُمَّ قال - عز وجل -: {تلك حدود الله}: المباشرة، تلك معصية الله؛ {فلا تقربوها} (٧) [٦٦٩]. (ز)


[٦٦٨] قال ابنُ كثير (٢/ ٢٠٩): «وفي ذكره تعالى الاعتكافَ بعد الصيام إرشادٌ وتنبيهٌ على الاعتكاف في الصيام، أو في آخر شهر الصيام، كما ثبتت السنة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -».
[٦٦٩] ذهب ابنُ جرير (٣/ ٢٧٤) إلى الجمع بين ما قيل في معنى {حدود الله}، وانتَقَد مَن قال: هي شروطه. مستندًا إلى اللغة، فقال: «يعني -تعالى ذِكْرُه- بذلك: هذه الأشياء التي بَيَّنتُها من الأكل والشرب والجماع في شهر رمضان نهارًا في غير عذر، وجماع النساء في الاعتكاف في المساجد، يقول: هذه الأشياء حَدّدتُها لكم، وأمرتُكم أن تجتنبوها في الأوقات التي أمرتكم أن تجتنبوها، وحَرَّمتُها فيها عليكم؛ فلا تقربوها، وابعدوا منها أن تركبوها، فتستحقوا بها من العقوبة ما يستحقه من تَعَدّى حدودي، وخالف أمري، وركب معاصي. وكان بعض أهل التأويل يقول: {حدود الله}: شروطه. وذلك معنًى قريب من المعنى الذي قلنا، غير أنّ الذي قلنا في ذلك أشبه بتأويل الكلمة؛ وذلك أن حَدَّ كلِّ شيء: ما حصره من المعاني، ومَيَّز بينه وبين غيره. فقوله: {تلك حدود الله} من ذلك، يعني به: المحارم التي ميّزها من الحلال المطلق، فحدّدها بنعوتها وصفاتها، وعرّفها عباده».

<<  <  ج: ص:  >  >>