للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مكانها أفضلَ منها لكم وأنفع لكم، ثم قال: {أو مثلها}، يقول: أو نأت بمثل ما نسخنا، {أو ننسها} يقول: أو نتركها كما هي، فلا ننسخها (١). (ز)

٣٣١٣ - عن أبي قدامة، قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول: كنت أقرأ هذه الآية فلا أعرفها: {ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها}، أقول: هذا قرآن وهذا قرآن، فكيف يكون خيرًا منها؟! حتى فُسِّر لي، فكان بيِّنًا: نأت بخير منها لكم، أيسرَ عليكم، أخفَّ عليكم، أهونَ عليكم (٢). (ز)

{أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١٠٦)}

٣٣١٤ - قال يحيى بن سلّام: {نأت بخير منها أو مثلها}، هذه الآية الناسخةُ خيرٌ في زماننا هذا لأهلها، وتلك الأُولى المنسوخة خيرٌ لأهلها في ذلك الزمان، وهي مثلها بعدُ في حقِّها وصِدْقِها (٣) [٤٣٣]. (ز)

٣٣١٥ - قال مقاتل بن سليمان: {ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير}، من الناسخ والمنسوخ قدير (٤).

٣٣١٦ - قال محمد بن إسحاق -من طريق سلمة- قوله: {على كل شيء قدير}، أي: لا يَقْدِر على هذا غيرُك بسلطانك وقدرتك (٥). (ز)


[٤٣٣] قال ابن جرير (٢/ ٤٠١ - ٤٠٢ بتصرف) في بيان معنى قوله تعالى: {نأت بخير منها أو مثلها}: «والصواب من القول في معنى ذلك عندنا: ما نُبَدِّل من حكم آية فنُغَيِّره، أو نترك تبديله فنُقِرُّه بحاله؛ نأت بخير منها لكم من حكم الآية التي نسخنا فغَيَّرنا حكمَها، إما في العاجل لخفته عليكم، من أجل أنه وضْعُ فرْضٍ كان عليكم فأسقط ثِقْلَه عنكم، وإما في الآجل لعِظَم ثوابه من أجل مشقة حمله وثقل عبئه على الأبدان، فذلك معنى قوله: {نأت بخير منها}، أو يكون مثلها في المشقة على البدن واستواء الأجر والثواب عليه، فذلك هو معنى المِثْل الذي قال -جَلَّ ثناؤه-: {أو مثلها}».

<<  <  ج: ص:  >  >>