للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

{مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ (٣١)}

[قراءات]

٣٧٢٧٥ - عن أبي الحُوَيْرِث الحنفي -من طريق دعامة بن رجاء التيمي- أنّه قرأها: (ما هَذا بِشِرًى). أي: ما هذا بِمُشْتَرًى (١) [٣٣٥٤]. (٨/ ٢٤٢)

[تفسير الآية]

٣٧٢٧٦ - عن قتادة بن دِعامة -من طريق مَعْمَر- في قوله: {إن هذا إلا ملك كريم}، قال: قلن: مَلَكٌ مِن الملائكة. مِن حُسْنِه (٢). (٨/ ٢٤٢)

٣٧٢٧٧ - قال مقاتل بن سليمان: {ما هذا بشرا} إنسانًا، {إن هذا إلا ملك كريم} يعني: حَسَن. فأعجبها ما صَنَعْنَ، وما قُلْنَ (٣). (ز)

٣٧٢٧٨ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- قال: وقُلْنَ: {حاش لله ما هذا بشرًا}: ما هكذا يكون البشر؛ ما هذا إلا مَلَك كريم (٤) [٣٣٥٥]. (٨/ ٢٤٠)


[٣٣٥٤] اختُلِف في قراءة قوله: {ما هذا بشرا}؛ فقرأ قوم: {بشرا}. وقرأ آخرون: {بشرى}.
وذكر ابنُ جرير (١٣/ ١٤٠) أنّ القراءة الأولى قرأ بها عامة قراء الأمصار، وانتقد القراءة الثانية مستندًا لإجماع القراء، فقال: «وهذه القراءة لا أستجيز القراءة بها؛ لإجماع قُرّاء الأمصار على خلافها».
[٣٣٥٥] ذكر ابنُ عطية (٥/ ٧٨) أنّ مكيًّا والمهدوي ذكرا أنّه قيل: إنّ في الآية تقديمًا وتأخيرًا في القصص، وذلك أنّ قصة النسوة كانت قبل فضيحتها في القميص للسيِّد، وباشتهار الأمر للسيد انقطع ما بينها وبين يوسف. وعلَّق عليه بقوله: «وهذا مُحْتَمَل، إلا أنّه لا يلزم مِن ألفاظ الآية، بل يحتمل أن كانت قصة النساء بعد قصة القميص، وذلك أنّ العزيز كان قليل الغيرة، بل قومه أجمعون، ألا ترى أنّ الإنكار في وقت القميص إنما كان بأن قيل: {إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم}. وهذا يَدُلُّ على قلة الغيرة، ثم سكن الأمر بأن قال: {يوسف أعرض عن هذا}، وأنت {واستغفري}، وهي لم تبق حينئذ إلا على إنكارها، وإظهار الصِّحَّة، فلذلك تُغُوفِل عنها بعد ذلك؛ لأنّ دليل القميص لم يكن قاطعًا، وإنّما كان أمارةً ما، هذا إن لم يكن المتكلم طفلًا».

<<  <  ج: ص:  >  >>