وذكر ابنُ جرير (١٣/ ١٤٠) أنّ القراءة الأولى قرأ بها عامة قراء الأمصار، وانتقد القراءة الثانية مستندًا لإجماع القراء، فقال: «وهذه القراءة لا أستجيز القراءة بها؛ لإجماع قُرّاء الأمصار على خلافها». [٣٣٥٥] ذكر ابنُ عطية (٥/ ٧٨) أنّ مكيًّا والمهدوي ذكرا أنّه قيل: إنّ في الآية تقديمًا وتأخيرًا في القصص، وذلك أنّ قصة النسوة كانت قبل فضيحتها في القميص للسيِّد، وباشتهار الأمر للسيد انقطع ما بينها وبين يوسف. وعلَّق عليه بقوله: «وهذا مُحْتَمَل، إلا أنّه لا يلزم مِن ألفاظ الآية، بل يحتمل أن كانت قصة النساء بعد قصة القميص، وذلك أنّ العزيز كان قليل الغيرة، بل قومه أجمعون، ألا ترى أنّ الإنكار في وقت القميص إنما كان بأن قيل: {إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم}. وهذا يَدُلُّ على قلة الغيرة، ثم سكن الأمر بأن قال: {يوسف أعرض عن هذا}، وأنت {واستغفري}، وهي لم تبق حينئذ إلا على إنكارها، وإظهار الصِّحَّة، فلذلك تُغُوفِل عنها بعد ذلك؛ لأنّ دليل القميص لم يكن قاطعًا، وإنّما كان أمارةً ما، هذا إن لم يكن المتكلم طفلًا».