للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

خصوصًا أن المكثرين منهم كانوا أخباريِّين أعلامًا في القصص والتاريخ والسيرة، كالكلبي ومقاتل بن سليمان وابن إسحاق.

هذه أهم المصادر التي توسع فيها أتباع التابعين، والأمثلة واضحة جلية في هذه الموسوعة على ذلك، واللَّه أعلم.

ثالثًا: تدوين التفسير لدى أتباع التابعين:

يُعَدُّ عصر أتباع التابعين مرحلة فاصلة في تاريخ تدوين العلوم عمومًا، بسبب ما استجد في الحركة العلمية في ذلك العصر؛ من انتقال العلوم من مجرد التدوين إلى مرحلة التصنيف والتبويب والترتيب، وسيأتي في الفصل الثاني فيما ذلك.

رابعًا: الاعتناء بعلوم القرآن خصوصًا المتعلقة بالتفسير:

ومن أهمها:

[أ - أسباب النزول]

كان لأتباع التابعين اعتناء كبير بأسباب النزول، بل توسعوا في ذلك كثيرًا حتى فاقوا التابعين، نجد ذلك التوسع والاعتناء جليًّا عند كبار مفسريهم كالكلبي والمقاتلَين وابن إسحاق، ويحيى بن سلام (١).

[ب - القراءات وتوجيهها]

كان لأتباع التابعين اعتناء كبير بالقراءات، بل إن أغلب القراء العشرة ظهروا في جيلهم، أما مفسروهم فقد كانت عنايتهم بها أثناء التفسير قليلة، غير أن يحيى بن سلام أبرز هذا العلم كثيرًا في تفسيره، وفاق من قبله بالاعتناء بتوجيه القراءات، ولا عجب في ذلك فهو مقرئ فذّ، أخذ القراءات عن أصحاب الحسن البصري، وكان له اختيار فيها (٢).

[ت - الناسخ والمنسوخ]

لأتباع التابعين حضورٌ واضحٌ في مسائل الناسخ والمنسوخ من الآيات في تفاسيرهم، خصوصًا مقاتل بن سليمان وابن زيد ويحيى بن سلّام، بل ذُكر منهم من


(١) ينظر مبحث موسع عن ذلك في: كتاب تفسير أتباع التابعين ص ٣٣١ - ٣٣٧.
(٢) ينظر: القراءات بإفريقية من الفتح إلى منتصف القرن الخامس الهجري ص ١٥٧ - ١٧٤، تفسير أتباع التابعين ص ١٨٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>