للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عبد اللَّه بن الزبير (ت: ٧٢ هـ)

عبد اللَّه بن الزبير بن العوام القرشي الأسدي، أبو بكر، وأبو خبيب، المدني ثم المكي، أمه أسماء بنت أبى بكر الصديق، ولد بالمدينة في العام الأول للهجرة، لذا عداده في صغار الصحابة، روى عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وجدِّه أبي بكر، وأبيه الزبير، وأمِّه أسماء، وخالته أم المؤمنين عائشة، وعن عمر، وعثمان، وغيرهم -رضي اللَّه عنهم-.

وكان فارس قريش في زمانه، وله مواقف مشهودة، شهد فتوح الشام والمغرب وغزو القسطنطينية، وغيرها، ولما توفي يزيد بن معاوية عام ٦٤ هـ بويع بالخلافة، فحكم أغلب البلاد لكن لم يستوسق له الأمر إلى أن قُتِل بمكة عام ٧٣ هـ على يد الحجاج بن يوسف قائد عبد الملك بن مروان.

* منزلته في العلم والتفسير:

كان ابن الزبير من علماء الصحابة، أخذ عن خالته عائشة التي كانت تحبه حتى كنِّيت به، كما أخذ عن غيرها، وقد كان قارئًا لكتاب اللَّه صوّامًا قوامًا فارسًا مقدامًا، فصيحًا بليغًا، وهو أحد الأربعة الذين ندبهم عثمان -رضي اللَّه عنه- لجمع القرآن، قال عنه ابن عباس -رضي اللَّه عنهما-: "قارئ لكتاب اللَّه، عفيف في الإسلام، أبوه الزبير، وأمه أسماء، وجده أبو بكر، وعمته خديجة، وخالته عائشة, وجدته صفية، واللَّه إني لأحاسب له نفسي محاسبة لم أحاسب بها لأبي بكر وعمر" (١).

لكن يظهر أن اشتغاله بالجهاد ابتداءً، ثم دخوله في الفتن وطلب الخلافة شغله عن التصدي للتعليم، ومن ثم قلَّ ما يُروى عنه في عموم علوم الشريعة، ومن ضمنها التفسير، لذا فقد بلغت آثاره في الموسوعة (٤٠) أثرًا فقط، أما ما ذكره السيوطي في كونه من العشرة المشهورين في التفسير، فلعله رأى ما عُرف عنه من علم بقراءة القرآن، مع ما يُروى عنه في المكي والمدني فعدَّه مشهورًا بالتفسير، لكن مجموع آثاره في كتب التفسير -ومن ضمنها معرفة المكي والمدني- قليلة.

وبعد هذا التطواف على هذه التراجم الموجزة لبقية الصحابة الذين أوردهم السيوطي ضمن المفسرين يحسن أن نعرض هنا أكثر عشرة من الصحابة آثارًا في التفسير الاجتهادي من خلال الموسوعة:


(١) سير أعلام النبلاء ٣/ ٣٦٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>