وبنحوه ابنُ عطية (٥/ ٥٥١). ثم رجّح ابنُ جرير قراءة من قرأ ذلك على وجه الأمر من الله تعالى لموسى، ونسبها إلى عامة قراء الأمصار، فقال: «والقراءة التي لا أستجيز أن يقرأ بغيرها هي القراءة التي عليها قراء الأمصار، لإجماع الحجة من القراء على تصويبها، ورغبتهم عما خالفهم». وعلى هذه القراءة ففي معنى الآية احتمالين ذكرهما ابن عطية، فقال: «وهذه القراءة على معنى الأمر لمحمد - صلى الله عليه وسلم -، أي: اسأل معاصريك عما أعلمناك به من غيب القصة، ويحتمل أن يريد: فاسْألْ بني إسرائيلَ الأولين الذين جاءهم موسى. وتكون إحالته إياه على سؤالهم بطلب أخبارهم، والنظر في أحوالهم وما في كتبهم، نحو قوله تعالى: {وسْئَلْ مَن أرْسَلْنا مِن قَبْلِكَ مِن رُسُلِنا} [الزخرف: ٤٥]».