للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ومشورتَكم (١). (٤/ ٣٨٢)

١٧٨٠٩ - عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- «والَّذِينَ عاقَدَتْ أيْمانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ»، قال: أمّا «والَّذِينَ عاقَدَتْ أيْمانُكُمْ» فالحلف، كان الرجل في الجاهلية ينزل في القوم، فيُحالِفونه على أنّه منهم، يُواسُونه بأنفسهم، فإذا كان لهم حقٌّ أو قتال كان مثلهم، وإذا كان له حقٌّ أو نصرة خذلوه؛ فلما جاء الإسلام سألوا عنه، وأبى اللهُ إلا أن يُشَدِّده، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لم يَزِدِ الإسلامُ الحُلفاءَ إلا شِدَّةً» (٢). (ز)

١٧٨١٠ - عن سليمان بن مهران الأعمش -من طريق سفيان الثوري- قال: أعطاه أبو بكر السُّدُسَ. يعني: المُعاقِد (٣). (ز)

١٧٨١١ - قال مقاتل بن سليمان: {والذين عقدت أيمانكم}، كان الرجل يرغب في الرجل، فيُحالِفه ويُعاقِده على أن يكون معه وله من ميراثه كبعض ولده، فلما نزلت هذه الآية آيةُ المواريث ولم يذكر أهل العقد، فأنزل الله - عز وجل -: {والذين عقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم}، يقول: أعطوهم الذي سميتم لهم من الميراث، {إن الله كان على كل شيء} من أعمالكم {شهيدا} إن أعطيتم نصيبهم، أو لم تعطوهم (٤). (ز)

١٧٨١٢ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: «والَّذِينَ عاقَدَتْ أيْمانُكُمْ» الذين عقد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، {فآتوهم نصيبهم} إذا لم يأتِ رَحِمٌ يَحُول بينهم. قال: وهو لا يكون اليوم، إنّما كان نفرٌ آخى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بينهم، وانقطع ذلك، ولا يكون هذا لأحد إلا للنبي - صلى الله عليه وسلم -، كان آخى بين المهاجرين والأنصار، واليوم لا يُؤاخى بين أحد (٥). (٤/ ٣٨٠)

[آثار متعلقة بالآية]

١٧٨١٣ - عن عبد الرحمن بن عوف، أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «شهِدتُ حِلْف المُطَيَّبِين وأنا غلام مع عمومتي، فما أُحِبُّ أنّ لي حمر النعم وأنِّي أنكثه» (٦). (ز)


(١) أخرجه ابن أبي حاتم ٣/ ٩٣٨ من وجه آخر. وعزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد.
(٢) أخرجه ابن جرير ٦/ ٦٨١. وعلَّقه ابن أبي حاتم ٣/ ٩٣٨.
(٣) أخرجه الثوري في تفسيره ص ٩٤.
(٤) تفسير مقاتل بن سليمان ١/ ٣٦٩ - ٣٧٠.
(٥) أخرجه ابن جرير ٦/ ٦٧٨ - ٦٧٩.
(٦) أخرجه أحمد ٣/ ١٩٣ (١٦٥٥)، ٣/ ٢١٠ (١٦٧٦)، وابن حبان ١٠/ ٢١٦ (٤٣٧٣)، والحاكم ٢/ ٢٣٩ (٢٨٧٠)، وابن جرير ٦/ ٦٨٤. وأورده الثعلبي ٣/ ٣٠١.
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه». وقال الذهبي في التلخيص: «صحيح». وقال البزار في مسنده ٣/ ٢١٣ - ٢١٤ (١٠٠٠): «هذا الحديث لا نعلم رواه إلا عبد الرحمن بن عوف، وقد روي عن عبد الرحمن بن عوف من غير وجه، وهذا الإسناد أحسن إسنادًا يروى في ذلك عن عبد الرحمن بن عوف، ولا روى جبير عن عبد الرحمن إلا هذا الحديث. جابر بن عبد الله عن عبد الرحمن بن عوف». وقال ابن أبي خيثمة في تاريخه السفر الثالث ١/ ٢٢١ (٦٥٠): «سمعت يحيى بن معين يقول: عبد الرحمن بن إسحاق المدني: كان ينزل البصرة، وكان إسماعيل بن علية يرضاه». وقال الهيثمي في المجمع ٨/ ١٧٢ (١٣٥٨٢): «رواه أحمد، وأبو يعلى، والبزار، ورجال حديث عبد الرحمن بن عوف رجال الصحيح، وكذلك مرسل الزهري». وقال المناوي في فيض القدير ٤/ ١٦٤ (٤٩٠٠): «فيه عبد الرحمن بن إسحاق، وفيه كلام معروف». وقال ابن القيسراني في ذخيرة الحفاظ ٣/ ١٥٠٧ (٣٣٣٠): «عبد الرحمن اختلف المزكون فيه هل هو حجة أو غيره؟ ومجموع عباراتهم: أنه صالح الحديث، منهم من قال: ثقة. ومنهم من قال: مقبول. وقال أحمد بن حنبل: أحاديثه مناكير. وروى إسماعيل بن علية وبشر بن المفضل، عن عبد الرحمن هكذا. ورواه خالد الواسطي عنه، عن الزهري، عن محمد بن جبير بن مطعم، عن عبد الرحمن بن عوف، ولم يذكر أباه». وأورده الألباني في الصحيحة ٤/ ٥٢٤ (١٩٠٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>