٦٠٩٥٤ - عن عبد الله بن مسعود -من طريق علقمة- قال: لما نزلت: {الَّذِينَ آمَنُوا ولَمْ يَلْبِسُوا إيمانَهُمْ بِظُلْمٍ}[الأنعام: ٨٢] قال أصحابه: وأيُّنا لم يظلِم؟ فنزلت:{إنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}(١)[٥١٣٤]. (ز)
[تفسير الآية]
٦٠٩٥٥ - قال الحسن البصري:{لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} يُنقِص به نفسه (٢). (ز)
٦٠٩٥٦ - قال إسماعيل السُّدِّيّ:{لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} لذنب عظيم (٣). (ز)
٦٠٩٥٧ - قال مقاتل بن سليمان:{وإذْ قالَ لُقْمانُ لِابْنِهِ} واسم ابنه: أنعم {وهُوَ يَعِظُهُ} يعني: يُؤَدِّبه: {يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ} معه غيره؛ {إنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} كان ابنه وامرأتُه كفّارًا، فما زال بهما حتى أسلما. وزعموا: أنّ لقمان كان ابن خالة أيوب - عليه السلام - (٤). (ز)
٦٠٩٥٨ - قال يحيى بن سلّام:{وإذْ قالَ لُقْمانُ لِابْنِهِ وهُوَ يَعِظُهُ يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} يظلم المشركُ به نفسَه، ويَضُرُّ به نفسَه (٥). (ز)
[٥١٣٤] قوّى ابنُ عطية (٧/ ٤٦) بهذا الأثر أن قوله تعالى: {إن الشرك لظلم عظيم} هو من قول الله تعالى، وليس من كلام لقمان - عليه السلام -، فقال: «وظاهر قوله: {إنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} أنه من كلام لقمان، ويحتمل أن يكون خبرًا من الله تعالى منقطعًا من كلام لقمان، متصلًا به في تأكيد المعنى، ويؤيد هذا الحديث المأثور أنه لما نزلت: {ولَمْ يَلْبِسُوا إيمانَهُمْ بِظُلْمٍ} أشفق أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقالوا: أينا لم يظلم نفسه؟ فأنزل الله تعالى: {إنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} فسكن إشفاقهم. وإنما يسكن إشفاقهم بأن يكون ذلك خبرًا من الله تعالى، وقد يسكن الإشفاق بأن يذكر الله ذلك عن عبدٍ قد وصفه بالحكمة والسداد».