ورجَّح ابنُ جرير (١٧/ ٣١ بتصرف) القول الرابع الذي قاله ابن عباس من طريق عطاء الخراساني، وابن زيد. وانتقد مستندًا للغة القولَ الأول الذي قاله ابن عباس من طريق العوفي، ومجاهد، والثاني الذي قاله قتادة، والضحاك، فقال: «والصواب من القول في ذلك أن يُقال: إنّ سيناء اسم أضيف إليه الطور يُعرَف به، كما قيل جبلا طيء، فأضيفا إلى طيء، ولكن القول في ذلك -إن شاء الله- كما قال ابن عباس مِن أنه جبل عُرِف بذلك، وأنه الجبل الذي نودي منه موسى - صلى الله عليه وسلم -، وهو مع ذلك مبارك، لا أنّ معنى سيناء معنى مبارك». ثم قال: «ولو كان القول في ذلك كما قال مَن قال: معناه: جبل مبارك، أو كما قال مَن قال: معناه: حسن؛ لكان الطور مُنَوَّنًا، وكان قوله: {سيناء} مِن نعته. على أن سيناء بمعنى: مبارك وحسن، غير معروف في كلام العرب، فيجعل ذلك من نعت الجبل». وانتقدها ابنُ عطية كذلك بنحو كلام ابن جرير (٦/ ٢٨٧ - ٢٨٧).