ثم ذكر أنّ قومًا قالوا بأن الحواريين قالوا هذه المقالة في صدر الأمر قبل علمهم بأنه يبرئ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى. وبيَّن أن معنى قولهم: {وتطمئن قلوبنا} أي: يسكن فكرنا في أمرك بالمعاينة لأمر نازل من السماء بأعيننا، {ونعلم} علم الضرورة والمشاهدة أن قد صدقتنا فلا تعترضنا الشبه التي تعرض في علم الاستدلال. ثم قال: «وبهذا يترجح قول من قال كان هذا قبل علمهم بآياته. ويدل أيضًا على ذلك أن وحي الله إليهم أن آمنوا إنما كان في صدر الأمر، وعند ذلك قالوا هذه المقالة ثم آمنوا ورأوا الآيات واستمروا وصبروا، وهلك من كفر». [٢٢١٠] علَّق ابنُ عطية (٣/ ٣٠٢) على قول ابن عباس بقوله: «فالعيد على هذا لا يراد به المستدير».