وذَهَبَ ابنُ كثير (١/ ٢٧٦) إلى أنّ المقصود بالضمير في {به} محمد - صلى الله عليه وسلم -، ثم قال جامِعًا بينهما: «وكلا القولين صحيح؛ لأنهما متلازمان؛ لأنّ من كفر بالقرآن فقد كفر بمحمد - صلى الله عليه وسلم -، ومن كفر بمحمد - صلى الله عليه وسلم - فقد كفر بالقرآن». ونقل ابن عطية (١/ ١٩٦) قولًا ولم ينسبه أن الضمير يعود «على التوراة إذا تضمنها قوله: {لما معكم}». ثم وجَّهه بقوله: «وعلى هذا القول يجيء {أوَّلَ كافِر بِهِ} مستقيمًا على ظاهره في الأولية». [٢٠٣] علَّقَ ابنُ جرير (١/ ٦٠٤ بتصرف) على ما ورد عن أبي العالية، مُبَيِّنًا معناه بقوله: «معنى ذلك: بَيِّنوا للناس أمر محمّد - صلى الله عليه وسلم -، ولا تبتغوا عليه منهم أجرًا. فيكون حينئذ نهيُه عن أخذ الأجر على تبيينه هو النهيَ عن شراء الثمن القليل بآياته».