[٧١١٨] اختلفت القرأة في قراءة قوله تعالى: {إنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمّا عَلَيْها حافِظٌ} على قراءتين: الأولى: {لَمّا عليها} بتشديد الميم. الثانية: «لَما عَلَيْها» بالتخفيف، بمعنى: إن كلُّ نَفْسٍ لعليها حافظ. ورجَّح ابنُ جرير (٢٤/ ٢٩١) القراءة الثانية مستندًا إلى الأعرف من كلام العرب، وانتقد القراءة الأولى قائلًا: «وقد أنكر التشديد جماعة من أهل المعرفة بكلام العرب أن يكون معروفًا من كلام العرب». غير أنه ذكر لها وجْهًا عن الفراء يُمكِن أن تُقويّه، فقال: «غير أنّ الفراء كان يقول: لا نعرف جهة التثقيل في ذلك، ونرى أنها لغةٌ في هُذَيل، يجعلون» إلا «مع» إن «المخففة: {لَمّا}، ولا يجاوزون ذلك، كأنه قال: ما كلّ نفسٍ إلا عليها حافظ، فإن كان صحيحًا ما ذكر الفراء من أنها لغة هُذَيل، فالقراءة بها جائزةٌ صحيحةٌ، وإن كان الاختيار أيضًا إذا صحَّ ذلك عندنا القراءة الأخرى، وهي التخفيف؛ لأن ذلك هو المعروف من كلام العرب، ولا ينبغي أن يُتْرَك الأعرف إلى الأنكر».