للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الأرض، فأَقسم الله - عز وجل - بها فقال: {إنْ كُلُّ نَفْسٍ} (١).

٨٢٥٤١ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: {النَّجْمُ الثّاقِبُ}، قال: كانت العرب تُسمّي الثُّريّا: النجم. ويُقال: إنّ الثاقب: النجم الذي يقال له: زُحَل. والثاقب أيضًا: الذي قد ارتفع على النجوم (٢) [٧١١٧]. (١٥/ ٣٤٩)

{إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ (٤)}

[قراءات]

٨٢٥٤٢ - عن الحسن البصري -من طريق هارون- أنه كان يقرؤها: {إن كُلُّ نَفْسٍ لَّمّا عَلَيْها حافِظٌ} مُشدّدة. ويقول: إلا عليها حافظ، وهكذا كلّ شيء في القرآن بالتثقيل (٣) [٧١١٨]. (ز)

[تفسير الآية]

٨٢٥٤٣ - عن عبد الله بن عباس -من طريق عطية العَوفيّ- في قوله: {إنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمّا عَلَيْها حافِظٌ}، قال: كلّ نفس عليها حَفَظَة مِن الملائكة (٤). (١٥/ ٣٤٨)


[٧١١٧] ذكر ابنُ القيم (٣/ ٢٨٥) أن المراد بـ {النجم} الجنس لا نجم معين. ثم علَّق على ما أفاده قول ابن زيد بقوله: «ومَن عيّنه بأنه الثُّريّا، أو زُحَل؛ فإنْ أراد التمثيل فصحيح، وإن أراد التخصيص فلا دليل عليه».
[٧١١٨] اختلفت القرأة في قراءة قوله تعالى: {إنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمّا عَلَيْها حافِظٌ} على قراءتين: الأولى: {لَمّا عليها} بتشديد الميم. الثانية: «لَما عَلَيْها» بالتخفيف، بمعنى: إن كلُّ نَفْسٍ لعليها حافظ.
ورجَّح ابنُ جرير (٢٤/ ٢٩١) القراءة الثانية مستندًا إلى الأعرف من كلام العرب، وانتقد القراءة الأولى قائلًا: «وقد أنكر التشديد جماعة من أهل المعرفة بكلام العرب أن يكون معروفًا من كلام العرب». غير أنه ذكر لها وجْهًا عن الفراء يُمكِن أن تُقويّه، فقال: «غير أنّ الفراء كان يقول: لا نعرف جهة التثقيل في ذلك، ونرى أنها لغةٌ في هُذَيل، يجعلون» إلا «مع» إن «المخففة: {لَمّا}، ولا يجاوزون ذلك، كأنه قال: ما كلّ نفسٍ إلا عليها حافظ، فإن كان صحيحًا ما ذكر الفراء من أنها لغة هُذَيل، فالقراءة بها جائزةٌ صحيحةٌ، وإن كان الاختيار أيضًا إذا صحَّ ذلك عندنا القراءة الأخرى، وهي التخفيف؛ لأن ذلك هو المعروف من كلام العرب، ولا ينبغي أن يُتْرَك الأعرف إلى الأنكر».

<<  <  ج: ص:  >  >>