للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٧٢٠٧ - قال يحيى بن سلّام: قوله - عز وجل -: {اذهب بكتابي هذا فألقه إليهم ثم تول عنهم} يقول: ثم انصرف عنهم، {فانظر ماذا يرجعون} (١) [٤٨٦٢]. (ز)

{قَالَتْ يَاأَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ}

٥٧٢٠٨ - عن عبد الله بن عباس -من طريق مجاهد- {يا أيها الملأ إني ألقي إلي كتاب كريم}، قال: فلمّا ألقى الكتابَ إليها سقط في خَلَدِها (٢) أنّه كتاب كريم؛ أشفقت منه، فقالت لملئها: {يا أيها الملأ إني ألقي إلي كتاب كريم} (٣). (ز)

٥٧٢٠٩ - قال وهب بن مُنَبِّه: كانت لها كَوَّة مستقبلة الشمس، تقع الشمس فيها حين تطلع، فإذا نظرت إليها سجدت لها، فجاء الهدهد الكَوَّة، فسَدَّها بجناحيه، فارتفعت الشمس ولم تعلم، فلمّا استبطأت الشمس قامت تنظر، فرمى بالصحيفة إليها، فأخذت بلقيس الكتاب، وكانت قارئة، فلما رأت الخاتمَ أرعدت وخضعت؛ لأنّ ملك سليمان كان في خاتمه، وعرفَتْ أنّ الذي أرسل الكتاب إليها أعظم ملكًا منها، فقرأت الكتاب، وتأخر الهدهد غير بعيد، فجاءت حتى قعدت على سرير مملكتها،


[٤٨٦٢] اختلف السلفُ في تفسير قوله: {اذهب بكتابي هذا ... ثم تولّ عنهم} على قولين: الأول: أن معناه: اذهب بكتابي هذا، فألقه إليهم، فانظر ماذا يرجعون، ثم تول عنهم منصرفًا إليَّ. فهو من المؤخر الذي معناه التقديم. الثاني: أن معناه: اذهب بكتابي هذا فألقه إليهم، ثم تول عنهم، فكن قريبًا منهم، وانظر ماذا يرجعون.
وقد رجّح ابنُ جرير (١٨/ ٤٦) مستندًا إلى الدلالة العقلية القول الثاني، فقال: «وهذا القول أشبه بتأويل الآية؛ لأن مراجعة المرأة قومها كانت بعد أن ألقي إليها الكتاب، ولم يكن الهدهد لينصرف، وقد أمر بأن ينظر إلى مراجعة القوم بينهم ما يتراجعونه قبل أن يفعل ما أمره به سليمان».
وبنحوه ابنُ عطية (٦/ ٥٣٤) مستندًا إلى دلالة العقل حيث قال: «واتِّساق رتبة الكلام أظهر، أي: ألقه، ثم تول. وفي خلال ذلك: فانظر، وإنما أراد أن يكل الأمر إلى حكم ما في الكتاب، دون أن يكون للرسول ملازمة، وبلا إلحاح».

<<  <  ج: ص:  >  >>