وعلَّقَ ابن كثير (١/ ٤٣١ بتصرف) بأنه لا منافاة بين ما رُوِي عن مجاهد، والسدي، وما روي عن ابن عباس، معللًا ذلك بقوله: «فإنّ الذي قاله ابن عباس إخبار عن أنه لا يقبل من أحد طريقة ولا عملًا إلا ما كان موافقا لشريعة محمد - صلى الله عليه وسلم - بعد أن بعثه [الله] بما بعثه به، فأمّا قبل ذلك فكلُّ مَن اتبع الرسول في زمانه فهو على هدًى وسبيل ونجاة، فاليهود أتباع موسى - عليه السلام - الذين كانوا يتحاكمون إلى التوراة في زمانهم ... فلما بُعِث عيسى - عليه السلام - وجب على بني إسرائيل اتباعه والانقياد له، فأصحابه وأهل دينه هم النصارى ... فلما بعث الله محمدًا - صلى الله عليه وسلم - خاتمًا للنبيين، ورسولًا إلى بني آدم على الإطلاق، وجب عليهم تصديقُه فيما أخبر، وطاعته فيما أمر، والانكفاف عما عنه زجر، وهؤلاء هم المؤمنون حقًّا».