البحر، وأنزل عليكم التوراة. ورأى في نفسه حين فعل الله ذلك به وعلمه أنه لم يبق أحد أعلم منه، فأوحى الله إليه: إنّ لي عبدًا أعلم منك، يُقال له: الخضر، فاطلبه. فقال له موسى: ربِّ، كيف لي بلقائه؟ فأوحى الله إليه: أن يجعل حوتًا في متاعه، ويمضي على وجهه حتى يبلغ مجمع البحرين؛ بحر فارس والروم، وجعل العَلَم على لقائه أن يفتقد الحوت، فإذا فقدت الحوت فاطلب صاحبك عند ذلك. فانطلق هو وفتاه، وهو يوشع بن نون، وحملا معهما مِكْتلًا فيه حوت مملوح. قال: فسايرا البحر زمانًا، ثم أويا -يعني: انتهيا. تفسير السُّدِّيّ- إلى الصخرة على ساحل البحر الذي عند مجتمع البحرين عندها عين ماء، فباتا بها، وأكلا نصف الحوت، وبقي نصفُه، فانسرب الحوت في العين. وقال بعضهم: أدنى فتاه المكتل من العين، فأصابه الماء، فعاش الحوتُ، فدخل في البحر، وارتحل موسى وفتاه، فسايرا البحر حتى أصبح، ثُمَّ {قال لفتاه ... لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا} شِدَّةً، يعني: نصب السفر (١)[٤٠٤٧]. (ز)
{فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا}
٤٥٢٩٨ - عن عبد الله بن عباس -من طريق مجاهد- {فلما بلغا مجمع بينهما}، قال: بين البحرين (٢). (٩/ ٥٧٥)
٤٥٢٩٩ - عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله:{فلما بلغا مجمع بينهما}، قال: بين البحرين (٣). (٩/ ٦٠٥)
٤٥٣٠٠ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- قوله: {فلما بلغا مجمع بينهما نسيا
[٤٠٤٧] أفادت الروايات الاختلاف في سبب سفر موسى، ولقائه هذا العالم الذي ذكره الله. فورد حديث يقتضي أنه سُئل: هل في الأرض أحد أعلم منك؟ فقال: لا، فأراد الله تعريفه أن من عباده في الأرض من هو أعلم منه. وورد حديث آخر يقتضي أنه سأل الله أن يدله على عالم يزداد من علمه. وعلَّق ابنُ عطية (٥/ ٦٣٥) بعد ذكره للروايتين بقوله: «والحديث الأول في صحيح البخاري».