فاحذروا -يا أهل مكة- مثلَ عذابِ الأُمَم الخالية (١). (ز)
٦٣٦٣١ - عن عبد الملك ابن جريج، في قوله:{وكَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ} قال: القرون الأولى، {وما بَلَغُوا} أي: الذين كذَّبوا محمدًا - صلى الله عليه وسلم - {مِعْشارَ ما آتَيْناهُمْ} مِن القُوَّة والآجال، والدنيا والأموال (٢). (١٢/ ٢٢٨)
٦٣٦٣٢ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله:{وما بَلَغُوا مِعْشارَ ما آتَيْناهُمْ} قال: ما بلغ هؤلاء -أمة محمد - صلى الله عليه وسلم -- {مِعْشارَ ما آتَيْناهُمْ} يعني: الذين من قبلهم، وما أعطيناهم مِن الدنيا، وبسطنا عليهم، {فَكَذَّبُوا رُسُلِي فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ}(٣). (ز)
٦٣٦٣٣ - قال يحيى بن سلّام:{وكَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ} من قبل قومك يا محمد، يعني: مَن أهلك من الأمم السالفة، {وما بَلَغُوا} أي: وما بلغ هؤلاء {مِعْشارَ} أي: عُشْرَ {ما آتَيْناهُمْ} مِن الدنيا، يعني: الأمم السالفة، وقال في آية أخرى:{كالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ كانُوا أشَدَّ مِنكُمْ قُوَّةً وأَكْثَرَ أمْوالًا وأَوْلادًا}[التوبة: ٦٩]، {فَكَذَّبُوا رُسُلِي} فأهلكتُهم، {فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ} أي: عقابي، على الاستفهام، أي: كان شديدًا، يُحَذِّرهم أن ينزل بهم مثل ما نزل بهم (٤)[٥٣٤٣]. (ز)
{قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ}
٦٣٦٣٤ - عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- {قُلْ إنَّما أعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ}، قال: بطاعة الله (٥). (١٢/ ٢٢٩)
[٥٣٤٣] ذكر ابنُ عطية (٧/ ١٩٣، ١٩٤) ثلاثة أقوال في معنى قوله تعالى: {وما بَلَغُوا مِعْشارَ ما آتَيْناهُمْ}: الأول: أن يعود الضمير في {بلغوا} على قريش، وفي {آتيناهم} على الأمم الذين من قبلهم. ووجَّهه بقوله: «والمعنى: من القوة والنعم والظهور في الدنيا». والثاني: بعكس القول الأول، ووجَّهه بقوله: «والمعنى: من الآيات والبيان والنور الذي جئتهم به». والثالث: أن يعود الضميران على الأمم المتقدمة، ووجَّهه بقوله: «والمعنى: من شُكْرِ النعمة، وجزاء المِنَّة».