[٤٩٣٦] اختلف في سبب دخول موسى - عليه السلام - هذه المدينة في هذا الوقت على أقوال: الأول: دخلها مُتَّبِعًا أثر فرعون، وذلك أنّ فرعون رَكِبَ يومًا وليس عنده موسى، فلمّا جاء موسى رَكِبَ في إثْره، فأدركه المقيل في تلك المدينة. الثاني: دخلها مُستَخْفِيًا مِن فرعون وقومه؛ لأنّه كان قد خالفهم في دينهم، وعاب عليهم ما كانوا عليه. الثالث: أنهم لما أخرجوه لم يدخل عليهم حتى كَبِر، فدخل على حين غفلة عن ذِكْرِه؛ لأنه قد نُسِيَ أمره. ورجَّح ابن جرير (١٨/ ١٨٥) مستندًا إلى دلالة ظاهر الآية «أن يقال كما قال الله -جلَّ ثناؤه-: ولما بلغ أشُدَّه واستوى دخل المدينة على حين غفلةٍ من أهلها».