للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

{قَالَ يَاأَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا}

٥٧٣٢٦ - عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- قال: إنّ سليمان أُوتِي مُلْكًا، وكان لا يعلم أنّ أحدًا أُوتِي مُلْكًا غيره، فلمّا فقد الهدهد سأله: مِن أين جئتَ؟ ووعده وعيدًا شديدًا بالقتل والعذاب، قال: {جئتك من سبأ بنبأ يقين}. قال له سليمان: ما هذا النبأ؟ قال الهدهد: {إني وجدت امرأة} بسبأ {تملكهم، وأوتيت من كل شيء، ولها عرش عظيم}. فلما أخبر الهدهدُ سليمانَ أنّه وجد سلطانًا؛ أنكر أن يكون لأحد في الأرض سلطانٌ غيره، فقال لِمَن عنده من الجن والإنس: {يا أيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين. قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك، وإني عليه لقوي أمين}. قال سليمان: أريد أعجل مِن ذلك. {قال الذي عنده علم من الكتاب} وهو رجل مِن الإنس عنده علم مِن الكتاب فيه اسم الله الأكبر، الذي إذا دُعِي به أجاب: {أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك}. فدعا بالاسم وهو عنده قائم، فاحتمل العرش احتمالًا حتى وضع بين يدي سليمان، واللهُ صنع ذلك، فلما أتى سليمان بالعرش، وهم مشركون يسجدون للشمس والقمر، أخبره الهدهد بذلك، فكتب معه كتابًا، ثم بعثه إليهم، حتى إذا جاء الهدهد الملكة ألقى إليها الكتاب، {قالت يا أيها الملأ إني ألقي إلي كتاب كريم} إلى: {وأتوني مسلمين}. فقالت لقومها ما قالت: {وإني مرسلة إليهم بهدية فناظرة بم يرجع المرسلون}. قال: وبَعَثَتْ إليه بوَصائِف ووصفاء، وألبستهم لباسًا واحدًا، حتى لا يُعرَف ذكرٌ مِن أنثى، فقالت: إن زيل بينهم حتى يعرف الذكر من الأنثى ثم رد الهدية فإنه نبيٌّ، وينبغي لنا أن نترك ملكنا، ونتبع دينه، ونلحق به. فرد سليمان الهدية، وزيَّل بينهم، فقال: هؤلاء غلمان، وهؤلاء جوار. وقال: {أتمدونن بمال فما آتاني الله خير مما آتاكم بل أنتم بهديتكم تفرحون} إلى آخر الآية (١). (ز)

٥٧٣٢٧ - عن عبد الله بن عباس -من طريق مجاهد- قال: فأقبل معها ألف قَيْل، مع كل قَيْل مائة ألف، فلما رأى سليمان وهْج الغبار قال: {يأيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين} (٢). (ز)

٥٧٣٢٨ - عن عبيد، قال: سمعتُ الضحّاك بن مُزاحِم يقول في قوله: {إني وجدت


(١) أخرجه ابن جرير ١٨/ ٦١.
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم ٩/ ٢٨٨٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>