٢١٢٣٧ - عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة- قال: ما في القرآن آية: {يا أيها الذين آمنوا} إلا إنّ عليًّا سيدها وشريفها وأميرها، وما من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أحد إلا قد عُوتِب في القرآن إلا علي بن أبي طالب، فإنه لم يُعاتَب في شيء منه (١)[١٩١٨]. (ز)
٢١٢٣٨ - عن محمد ابن شهاب الزهري -من طريق الأوزاعي- قال: إذا قال الله: {يا أيها الذين آمنوا} افعلوا، فالنبي - صلى الله عليه وسلم - منهم (٢). (ز)
{أَوْفُوا بِالْعُقُودِ}
٢١٢٣٩ - عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أدُّوا للحلفاء عُقُودَهم التي عاقَدَت أيمانُكم». قالوا: وما عقدهم يا رسول الله؟ قال:«العقل عنهم، والنصر لهم»(٣). (٥/ ١٦١)
[١٩١٨] انتَقَدَ ابنُ كثير (٣/ ٧) أثر ابن عباس هذا سندًا ومتنًا، فقال: «هو أثر غريب ولفظه فيه نكارة، وفي إسناده نظر. قال البخاري: عيسى بن راشد هذا مجهول، وخبره منكر. قلت: وعلي بن بذيمة -وإن كان ثقة- إلا أنه شيعي غال، وخبره في مثل هذا فيه تهمة فلا يقبل. وقوله:» ولم يبق أحد من الصحابة إلا عوتب في القرآن إلا عليًا «إنما يشير به إلى الآية الآمرة بالصدقة بين يدي النجوى؛ فإنه قد ذكر غيرُ واحد أنه لم يعمل بها أحد إلا علي، ونزل قوله: {أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات فإذ لم تفعلوا وتاب الله} الآية [المجادلة: ١٣]، وفي كون هذا عتابًا نظر؛ فإنه قد قيل: إن الأمر كان ندبًا لا إيجابًا، ثم قد نسخ ذلك عنهم قبل الفعل، فلم يُرَ من أحد منهم خلافه. وقوله عن علي:» إنه لم يُعاتَب في شيء من القرآن «فيه نظر أيضًا؛ فإن الآية التي في الأنفال التي فيها المعاتبة على أخذ الفداء عَمَّت جميع مَن أشار بأخذه، ولم يسلم منها إلا عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما -؛ فعُلِم بهذا، وبما تقدم ضعف هذا الأثر».