للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الأرض من شجرة صغيرة ولا كبيرة ولا كمَغرِزِ إبرة رطبة ولا يابسة إلا عليها مَلك موكل بها، يأتي الله بعلمِها؛ رُطوبتِها إذا رطِبَت ويُبْسِها إذا يَبِسَت، كلَّ يوم. =

٢٥٠٢٦ - قال سليمان بن مهران الأعمش: وهذا في الكتاب: {ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين} (١). (٦/ ٦٦)

٢٥٠٢٧ - قال الحسن البصري: يكتبه الله رطبًا، ويكتبه يابسًا؛ لتعلم -يا ابن آدم- أنّ عملك أوْلى بالإصلاح من تلك الحبة (٢). (ز)

٢٥٠٢٨ - قال عطاء: يريد: ما ينبت، وما لا ينبت (٣) [٢٢٨٧]. (ز)

{إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (٥٩)}

٢٥٠٢٩ - عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جبير- قال: خلق اللهُ النون -وهي الدَّواة-، وخلق الألواح، فكتب فيها أمرَ الدنيا حتى تنقضي؛ ما كان مِن خلق مخلوق، أو رزق حلال أو حرام، أو عمل بِرٍّ أو فجور. ثم قرأ هذه الآية: {ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين}. ثم وكَّل بالكتاب حَفَظة، ووكَّل بخلقه حفظة، فتَنسخُ حفظةُ الخلق من الذِّكر ما كنتم تعملون في كلِّ يوم وليلة، فيجري الخلق على ما وُكِّل به، مقسومٌ على مَن وكِّل به، فلا يُغادرُ أحدًا منهم، فيَجرون على ما في أيديهم مِمّا في الكتاب، فلا يُغادِر منه شيء. قيل: ما كُنّا نُراه إلا كتَب عملَنا. قال: ألستم بعرب؟ هل تكون نُسخةٌ إلا مِن شيء قد فُرِغ منه؟! ثم قرأ هذه الآية: {إنا كنا


[٢٢٨٧] ذكر ابنُ عطية (٣/ ٣٧٧) قولًا لجعفر بن محمد مفاده: أنّ الورقة يراد بها: السقط من بني آدم. والحبة: الذي ليس بسقط. والرطب يراد به: الحي، واليابس يراد به: الميت. وانتَقَده مستندًا للغة العرب، وعدم ثبوته، فقال: «وهذا قولٌ جارٍ على طريق الرموز، ولا يَصِحُّ عن جعفر بن محمد - رضي الله عنهما -، ولا يجوز الالتفات إليه».

<<  <  ج: ص:  >  >>