للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

اليمين، وأصحاب الميمنة. وقال للسود: هؤلاء للنار، ولا أبالي، فهم أصحاب الشمال، وأصحاب المشأمة. ثم أعادهم جميعًا في صلب آدم - عليه السلام -. فأهل القبور محبوسون حتى يخرج الله أهل الميثاق كلهم من أصلاب الرجال وأرحام النساء، ثم تقوم الساعة، فذلك قوله: {لقد أحصاهم} يوم القيامة {وعدهم عدا} [مريم: ٩٤]. فمَن مات منهم صغيرًا فله الجنة بمعرفته بربه، ومَن بلغ منهم العقل أخذ أيضًا ميثاقه بمعرفته لربه والطاعة له، فمَن لم يؤمن إذا بلغ العقل لم يُغْنِ عنه الميثاق الأول شيئًا، وكان العهد والميثاق الأول حُجَّةً عليهم. وقال فيمن نقض العهد الأول: {وما وجدنا لأكثرهم من عهد} يعني: من وفاء، يعني: أكثر ولد آدم - عليه السلام -، {وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين} [الأعراف: ١٠٢] يعني: لَعاصين (١). (ز)

٢٩٤٨٧ - عن عبد الملك ابن جُرَيْج، في قوله: {أن يقولوا يومَ القيامةِ إنّا كُنّا عن هذا غافلين} قال: عن الميثاق الذي أُخِذ عليهم، {أو يقولوا إنّما أشرَك آباؤُنا من قبلُ} فلا يستطيع أحدٌ من خلق الله من الذرية أن يقولوا: إنما أشرك آباؤُنا ونقَضوا الميثاق، وكنا نحن ذريةً من بعدهم، أفتُهلِكُنا بذنوب آبائِنا وبما فعَل المبطلون؟! (٢). (٦/ ٦٧٢)

٢٩٤٨٨ - عن حماد بن سلمة -من طريق حجاج-: أنّه كان يفسر حديث «كل مولود يولد على الفطرة»، قال: هذا عندنا حيث أخذ الله عليهم العهد في أصلاب آبائهم، حيث قال: {ألَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى} (٣). (ز)

٢٩٤٨٩ - عن نضر بن عَرَبِيٍّ -من طريق ابن نمير- {وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم}، قال: أخرجهم من ظهر آدم حتى أخذ عليهم الميثاق، ثم رَدَّهم في صُلْبِه (٤). (ز)

[آثار متعلقة بالآية]

٢٩٤٩٠ - عن أبي سعيد الخدري، قال: سمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - سُئِل عن العَزْل. فقال: «لا عليكم ألّا تفعَلوا؛ إن يكن مِمّا أخَذ اللهُ منها الميثاق فكانت على صخرةٍ نفَخ فيها


(١) تفسير مقاتل بن سليمان ٢/ ٧٢، ٧٣، ٧٤.
(٢) عزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وأبي الشيخ.
(٣) أخرجه أبو داود في سننه (ت: شعيب الأرناؤوط) ٧/ ٩٩ (٤٧١٦).
(٤) أخرجه ابن جرير ١٠/ ٥٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>