للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

برجليه؛ ليريه أنه لو شاء لصرعه، فهاج به عِرْق النَّساء، وصعد الملك إلى السماء ويعقوب ينظر إليه، فلقي منها البلاء، حتى لم ينم الليل من وجعه، ولا يؤذيه بالنهار، فجعل يعقوب لله - عز وجل - تحريم لحم الإبل وألبانها -وكان من أحب الطعام والشراب إليه- لئن شفاه الله. قالت اليهود: جاء هذا التحريم من الله - عز وجل - في التوراة. قالوا: حَرَّم الله على يعقوب وذريته لحوم الإبل وألبانها. قال الله - عز وجل - لنبيه - صلى الله عليه وسلم -: قل لليهود: {فأتوا بالتوراة فاتلوها} فاقرءوها {إن كنتم صادقين} بِأَنَّ تحريم لحوم الإبل في التوراة. فلم يفعلوا (١). (ز)

{فَمَنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (٩٤)}

١٣٧٣٥ - عن الضحاك بن مُزاحِم -من طريق عبيد بن سليمان- في قوله: {فمن افترى على الله الكذب من بعد ذلك فأولئك هم الظالمون}، قال: وكذبوا وافتروا، ولم يُنزِل التوراة بذلك (٢). (ز)

١٣٧٣٦ - قال مقاتل بن سليمان: يقول الله - عز وجل - يَعِيبهم: {فمن افترى على الله الكذب} بأنّ الله حرمه في التوراة {من بعد ذلك} البيان {فأولئك هم الظالمون} (٣) [١٢٩٩]. (ز)


[١٢٩٩] ذكر ابنُ عطية (٢/ ٢٨٧) في الإشارة بقوله: {ذلك} عدة احتمالات، الأول: أنّ الإشارة به إلى التلاوة، وعلّق عليه قائلًا: «إذ مضمنها بيان المذهب وقيام الحجة، أي: فمن كذب منا على الله تعالى أو نسب إلى كتب الله ما ليس فيها فهو ظالم واضع الشيء غير موضعه». الثاني: أن تكون الإشارة به إلى استقرار التحريم في التوراة. وعلّق عليه قائلًا: «لأنّ معنى الآية: {كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه}، ثم حرمته التوراة عليهم عقوبة لهم، فمن افترى على الله الكذب، وزاد في المحرمات فهو الظالم». الثالث: أن تكون الإشارة به إلى الحال بعد تحريم إسرائيل على نفسه، وقبل نزول التوراة. وعلّق عليه قائلًا: «أي: مَن تَسَنَّن بيعقوب وشرع ذلك دون إذنٍ من الله، ومن حرَّم شيئًا ونسبه إلى ملة إبراهيم فهو الظالم، ويؤيد هذا الاحتمال الأخير قوله تعالى: {فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم} [النساء: ١٦٠]، فنصَّ على أنّه كان لهم ظلم في معنى التحليل والتحريم، وكانوا يُشَدِّدون فشدد الله عليهم، كما فعلوا في أمر البقرة، وبخلاف هذه السيرة جاء الإسلام في قوله - صلى الله عليه وسلم -: «يسِّروا ولا تعسروا». وقوله: «دين الله يُسْر». وقوله: «بُعِثْتُ بالحنيفية»».

<<  <  ج: ص:  >  >>