للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الأمر، يا محمد، كنتَ مع القوم في جاهليتهم، {فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ فَبَصَرُكَ اليَوْمَ حَدِيدٌ} (١) [٦١٤٢]. (ز)

{فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ}

٧٢١٠٩ - عن عبد الله بن عباس -من طريق عطية العَوفيّ- في قوله: {فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ}، قال: الحياة بعد الموت (٢). (١٣/ ٦٣٥)

٧٢١١٠ - عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن جُرَيْج- {فكشفنا عنك غطاءك}، قال: للكافر يوم القيامة (٣).

٧٢١١١ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: {فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ}، قال: عايَن الآخرة، فنظر إلى ما وعده الله، فوجده كذلك (٤). (ز)

٧٢١١٢ - عن الحسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس -من طريق يعقوب بن عبد الرحمن الزُّهريّ- فقال: {فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ فَبَصَرُكَ اليَوْمَ حَدِيدٌ}، قال: انكشف الغطاء عن البرّ والفاجر، فرأى كلٌّ ما يصير إليه (٥). (١٣/ ٦٣٦)


[٦١٤٢] وجَّه ابنُ جرير (٢١/ ٤٣٤) قول ابن زيد بقوله: «وعلى هذا التأويل الذي قاله ابن زيد يجب أن يكون هذا الكلام خطابًا من الله لرسوله - صلى الله عليه وسلم - أنه كان في غفلة في الجاهلية مِن هذا الدين الذي بعثه به، فكشف عنه غطاءَه الذي كان عليه في الجاهلية، فنفذ بصره بالإيمان وتبيَّنه حتى تقرر ذلك عنده، فصار حادّ البصر به».
وبنحوه قال ابنُ عطية (٨/ ٤٤)، وكذا قال ابنُ كثير (١٣/ ١٩٠).
وانتقده ابنُ عطية مستندًا للسياق، وظاهر الآية، فقال: «وهذا التأويل يضعف من وجوه: أحدها: أنّ الغفلة إنما تُنسب أبدًا إلى مقصّر، ومحمد - صلى الله عليه وسلم - لا تقصير له قبل بعثه ولا بعده. وثانيها: أن قوله تعالى -بعد هذا-: {وقال قرينه} يقتضي أن الضمير إنما يعود على أقرب مذكور، وهو الذي يقال له: {فبصرك اليوم حديد} -وإن جعلناه عائدًا على ذي النفْس في الآية المتقدمة- جاء هذا الاعتراض لمحمد - صلى الله عليه وسلم - بين الكلامين غير متمكن. فتأمله. وثالثها: أن معنى توقيف الكافر وتوبيخه على حاله في الدنيا يسقط، وهو أحرى بالآية وأولى بالرصف».
وانتقده كذلك ابنُ كثير (١٣/ ١٩٠) مستندًا للسياق.

<<  <  ج: ص:  >  >>