للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

{أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ (٨)}

٦٦٣٣٦ - قال مقاتل بن سليمان: ثم قال الوليد: {أأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ} يعني: النبي - صلى الله عليه وسلم - {مِن بَيْنِنا} ونحن أكبر سِنًّا، وأعظم شَرَفًا. يقول الله - عز وجل - لقول الوليد: {إنْ هَذا إلّا اخْتِلاقٌ}: {بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِن ذِكْرِي} يعني: القرآن، {بَلْ لَمّا يَذُوقُوا عَذابِ} يعني: لم يَذُوقُوا عَذابِ. مثل قوله: {ولَمّا يَدْخُلِ الإيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ} [الحجرات: ١٤]، يعني: لم يدخل الإيمان في قلوبكم (١). (ز)

{أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ (٩)}

٦٦٣٣٧ - عن قتادة بن دعامة، في قوله: {أمْ عِنْدَهُمْ خَزائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ العَزِيزِ الوَهّابِ}، قال: لا، واللهِ، ما عندهم منها شيء، ولكن الله يختص برحمته من يشاء (٢). (١٢/ ٥٠٨)

٦٦٣٣٨ - قال إسماعيل السُّدِّيّ: {أمْ عِنْدَهُمْ خَزائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ}، يعني: مفاتح النبوة، فيعطوا النبوة من شاؤوا، ويمنعوا مَن شاؤوا، أي: ليس ذلك عندهم (٣). (ز)

٦٦٣٣٩ - قال مقاتل بن سليمان: {أمْ عِنْدَهُمْ خَزائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ} يعني: نعمة ربك، وهي النبوة. نظيرها في الزخرف [٣٢]: {أهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ}، يعني: النبوة-. يقول: أبأيديهم مفاتيح النبوة والرسالة، فيضعونها حيث شاؤوا، فإنها ليست بأيديهم، ولكنها بيد {العَزِيزِ} في ملكه، {الوَهّابِ} الرسالة، والنبوة لمحمد - صلى الله عليه وسلم - (٤) [٥٥٣٩]. (ز)


[٥٥٣٩] ذكر ابنُ عطية (٧/ ٣٢٧ ط: دار الكتب العلمية) في معنى الخزائن قولين: الأول: أنها استعارة للرحمة. الثاني: أنها بمعنى المفاتيح. وقد رجّح ابنُ عطية الأول بقوله: «والأول أبين». ولم يذكر مستندًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>