ووجَّه ابنُ عطية (٧/ ٨١) القول الثالث بقوله: «كأنه قال: ولقد آتينا موسى - عليه السلام - هذا العِبْءَ الذي أنت بسبيله، فلا تَمْتَر أنّك تلقى ما لَقِيَ هو من المحنة بالناس، وكأن الآية تسليةٌ لمحمد - صلى الله عليه وسلم -. ونقل عن فرقة: أن الضمير في {لقائه} عائد على الكتاب، ثم وجَّهه بقوله:» أي: أنه لقي موسى - عليه السلام - حين لقيه موسى - عليه السلام -، والمصدر في هذا التأويل يصح أن يكون مضافًا إلى الفاعل، بمعنى: لقي الكتاب موسى، ويصح أن يكون مضافًا إلى المفعول، بمعنى: لقي الكتابَ -بالنصب- موسى - عليه السلام - «. ثم نقل عن فرقتين قولَيْن آخرَيْن، الأول: أن المعنى: فلا تك في شك من لقائه في الآخرة. وانتقده قائلًا:» وهذا قولٌ ضعيف «. والثاني: أن الضمير عائد على ملك الموت الذي تقدم ذِكْره، وقوله: {فَلا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِن لِقائِهِ} اعتراضٌ بيْن الكلامَين، وانتقده قائلًا:» وهذا أيضًا ضعيف". [٥١٧٧] لم يذكر ابنُ جرير (١٨/ ٦٣٧) في معنى: {وجَعَلْناهُ هُدًى لِبَنِي إسْرائِيلَ} سوى قول قتادة.