للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

{فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا (١٥٥)}

٢٠٨٨٧ - عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد- في قوله: {فبما نقضهم} يقول: فبنقضهم ميثاقهم لعنّاهم، {وقولهم قلوبنا غلف} أي: لا نَفْقَهُ، {بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْها بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إلّا قَلِيلًا} يقول: لَمّا تَرَكَ القومُ أمرَ اللهِ، وقَتَلُوا رسوله، وكفروا بآياته، ونقضوا الميثاق الذي عليهم؛ طبع اللهُ على قلوبهم، ولعنهم حين فعلوا ذلك (١) [١٨٩٨]. (٥/ ٩٤)

٢٠٨٨٨ - قال مقاتل بن سليمان: {فبما نقضهم ميثاقهم}، يعني: فبنقضهم إقرارهم بما في التوراة (٢). (ز)


[١٨٩٨] ذكر ابنُ جرير (٧/ ٦٤٧ - ٦٤٨) في قوله تعالى: {فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ} قولين: الأول: أنها معطوفة. الثاني: أنها مستأنفة. وهو قول قتادة.
ورَجَّح القول الثاني مستندًا إلى دلالة العقل، والتاريخ، وأنّ معنى الكلام: «فبما نقضهم ميثاقهم وكفرهم بآيات الله وبكذا وبكذا لعنّاهم، وغَضِبْنا عليهم، فتَرَك ذِكْر» لعنّاهم «لدلالة قوله: {بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْها بِكُفْرِهِمْ} على معنى ذلك، إذ كان مَن طُبِع على قلبه فقد لُعِن وسُخِط عليه». ثُمَّ علَّل ذلك (٧/ ٦٤٨ - ٦٤٩) بأن الذين أخذَتْهُم الصاعقة إنما كانوا على عهد موسى، والذين قتلوا الأنبياء والذين رَمَوْا مريم بالبهتان العظيم وقالوا: قتلنا المسيح. كانوا بعد موسى بدهر طويل، ولم يُدرِك الذين رمَوْا مريم بالبهتان زمان موسى، ولا مَن صَعِقَ من قومه، ونتائج ذلك وما يترتب عليه هو أن الذين قالوا هذه المقالة هم غير الذين عُوقِبوا بالصاعقة، ومن ثَمَّ كان بيِّنًا انفصال معنى قوله: {فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ} من معنى قوله: {فَأَخَذَتْهُمُ الصّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ} ".

<<  <  ج: ص:  >  >>