للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

{وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي}

٢٤٢٩٥ - قال مقاتل بن سليمان: {وتُبْرِئُ الأَكْمَهَ} يعني: الأعمى الذي يخرج من بطن أمه أعمى، فكان عيسى - عليه السلام - يرد إليه بصره بإذن الله تعالى، فيمسح بيده عليه فإذا هو صحيح بإذن الله، {و} يبرئ {الأَبْرَصَ} يمسحهما بيده فيبرئهما {بِإذْنِي وإذْ تُخْرِجُ المَوْتى بِإذْنِي} أحياء (١). (ز)

{وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (١١٠)}

٢٤٢٩٦ - عن عبد الله بن عباس -من طريق ابن إسحاق بسنده- في قوله: {وإذ كففت بني إسرائيل عنك إذ جئتهم بالبينات}، أي: الآياتِ التي وضَع على يَدَيه؛ مِن إحياء الموتى، وخَلقِه مِن الطين كهيئة الطير، ثم ينفخ فيه فيكونُ طيرًا بإذن الله، وإبراءِ الأسقام، والخبرِ بكثيرٍ مِن الغُيُوبِ مما يدَّخِرون في بُيُوتِهم، وما رَدَّ عليهم مِن التوراة مع الإنجيل الذي أحدَثَ اللهُ إليه. ثم ذكَر كفرَهم بذلك كلِّه (٢). (٥/ ٥٩٢)

٢٤٢٩٧ - قال مقاتل بن سليمان: وأما النعمة على مريم? فهي أنه اصطفاها -يعني: اختارها-، وطهرها من الإثم، واختارها على نساء العالمين، وجعلها زوجة محمد - صلى الله عليه وسلم - في الجنة ... ، {وإذْ كَفَفْتُ بَنِي إسْرائِيلَ عَنْكَ} يعني: عن قتلك حين رفعه الله - عز وجل - إليه، وقُتل شبيهه، وهو الرقيب الذي كان عليه، {إذْ جِئْتَهُمْ بِالبَيِّناتِ} يعني: بالعجائب التي كان يصنعها؛ من إبراء الأكمه، والأبرص، والموتى، والطائر، ونحوه، {فَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنهُمْ} يعني: من اليهود من بني إسرائيل: {إنْ هَذا إلّا سِحْرٌ مُبِينٌ} يعني: ما هَذا الَّذِي يصنع عِيسى من الأعاجيب {إلّا سِحرٌ مُبِينٌ} يعني: بيِّن. نظيرها في الصف (٣). (ز)


(١) تفسير مقاتل بن سليمان ١/ ٥١٥ - ٥١٦.
وتقدمت الآثار مفصلة في معنى الآية عند تفسير قوله تعالى: {وأُبْرِئُ الأَكْمَهَ والأَبْرَصَ وأُحْيِ المَوْتى بِإذْنِ اللَّهِ} [آل عمران: ٤٩]، وقد أحال ابن جرير ٩/ ١١٥ إليها، بينما أعادها ابن أبي حاتم ٤/ ١٢٤١ كعادته.
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم ٤/ ١٢٤٢.
(٣) تفسير مقاتل بن سليمان ١/ ٥١٦ - ٥١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>