ورأى ابنُ جرير (٩/ ١١٦) تقارب المعاني بينهما، فقال: «وقد اختلفت ألفاظ أهل التأويل في تأويل قوله: {وإذ أوحيت}، وإن كانت متفقة المعاني». وذكر ابنُ كثير (٥/ ٤١٣) القول بكونه وحي إلهام، وجعل نظيرًا له قوله تعالى: «{وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه [القصص: ٧]، وقوله تعالى: {وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا} [النحل: ٦٨]». ثم ذكر (٥/ ٤١٤) احتمالًا آخر في معنى الوحي غير الإلهام، والقذْف في القلب، فقال: «ويحتمل أن يكون المراد: وإذ أوحيت إليهم بواسطتك، فدعوتهم إلى الإيمان بالله وبرسوله، واستجابوا لك وانقادوا وتابعوك، فقالوا: {آمنا واشهد بأننا مسلمون}». [٢٢٠٧] ذكر ابنُ عطية (٣/ ٢٩٨) أن قوله تعالى: {واشهد} يحتمل احتمالين: الأول: أن يكون مخاطبة منهم لله تعالى. الثاني: أن يكون لعيسى - عليه السلام -.