للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

-يعني: الرضاع-، وكادت تقول: هو ابني. فعصمها الله، فذلك قوله: {إن كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها} (١). (١١/ ٤٢١)

٥٨٢١١ - قال محمد بن السائب الكلبي: كادت تُظِهر أنّه ابنها، وذلك حين سمعت الناس يقولون لموسى بعدما شَبَّ: موسى بن فرعون. فشَقَّ عليها، فكادت تقول: بل هو ابني (٢). (ز)

٥٨٢١٢ - قال مقاتل بن سليمان: {وأصبح فؤاد أم موسى فارغًا إن كادت لتبدي به}، وذلك أنّها رأت التابوت يرفعه موجٌ ويضعه آخر، فخشيت عليه الغرق، فكادت تصيح شفقة عليه، فذلك قوله - عز وجل -: {إن كادت لتبدي به} يقول: إن هَمَّت لَتشعر أهل مصر بموسى - عليه السلام - أنّه ولدها (٣). (ز)

٥٨٢١٣ - قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: {إن كادت لتبدي به} قال: لَتُعْلِن بأمره؛ {لولا أن ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين} (٤) [٤٩٣٠]. (ز)

{لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا}

٥٨٢١٤ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: {لولا أن ربطنا على


[٤٩٣٠] اختُلِف في عود الضمير في قوله تعالى: {إنْ كادَتْ لَتُبْدِي بِهِ} على قولين: أولهما: أنّه يعود على ابنها موسى. وهذا قول الجمهور. والثاني: أنّه يعود على ما أوحاه الله إليها. وهذا القول ذكره ابن جرير، ولم ينسبه لأحد.
ورجَّحَ ابنُ جرير (١٨/ ١٧١ - ١٧٢) القولَ الأولَ مستندًا إلى السياق، وإجماع الحجة مِن أهل التأويل، قال: «الصواب مِن القول في ذلك ما قاله الذين ذكرنا قولَهم أنهم قالوا: إن كادت لتقول: يا بنياه. لإجماع الحجة من أهل التأويل على ذلك، وأنّه عقيب قوله: {وأَصْبَحَ فُؤادُ أُمِّ مُوسى فارِغًا}، فلأن يكون -لو لم يكن ممن ذكرنا في ذلك إجماع على ذلك- مِن ذِكْرِ موسى لقربه منه أشبه مِن أن يكون مِن ذِكْرِ الوحي».

<<  <  ج: ص:  >  >>