[٤٨٧١] اختلف السلف في السبب الذي مِن أجله أمَرَ أنَ يُؤتى بعرشها قبل أن يأتوا إليه مسلمين على أقوال: الأول: أنّه فعل ذلك لأنه أعجبه، وخشي أن تُسلِم فيَحرُم عليه مالها. الثاني: أنه فعل ذلك سليمان ليعاتبها به، ويختبر به عقلها، هل تثبته إذا رأته، أم تنكره. وقد رجّح ابنُ جرير (١٨/ ٦٥) مستندًا لدلالة العقل أنه فعل ذلك: «ليجعل ذلك حُجَّةً عليها في نبوته، ويعرفها بذلك قدرة الله وعظيم شأنه، أنها خلَّفته في بيت في جوف أبيات بعضها في جوف بعض، مغلق مقفل عليها، فأخرجه الله من ذلك كله، بغير فتح أغلاق وأقفال، حتى أوصله إلى وليه مِن خلقه، وسلمه إليه، فكان لها في ذلك أعظم حجة على حقيقة ما دعاها إليه سليمان، وعلى صدق سليمان فيما أعلمها من نبوته». وعلّق ابنُ عطية (٦/ ٥٣٨) على القول الأول، فقال: «والإسلام على هذا التأويل: الدين». وعلّق على القول الثاني، فقال: «و {مُسْلِمِينَ} في هذا التأويل بمعنى: مستسلمين».