للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٢٨٨١١ - عن وهب بن مُنَبِّه، نحوه مختصرًا (١). (ز)

{جَعَلَهُ دَكًّا}

[قراءات]

٢٨٨١٢ - عن أنس، أنّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قرأ: «فَلَمّا تَجَلّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكَّآءَ» مُثَقَّلةً ممدودةً (٢).

(٦/ ٥٦٠)

٢٨٨١٣ - عن أنس، أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قرأ: {دَكًّا} منونة ولم يمده (٣) [٢٦٢٢]. (٦/ ٥٦٠)


[٢٦٢٢] وجَّه ابنُ جرير (١٠/ ٤٣٠) قراءة {دَكًّا} بأنها «بمعنى: دكَّ الله الجبل دكًّا أي: فتَّته، واعتبارا بقول الله: {كلا إذا دكت الأرض دكا دكا} [الفجر: ٢١]، وقوله: {وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة} [الحاقة: ١٤]، ثم ذكر (١٠/ ٤٣١) الخلاف في توجيه قراءة «دَكَّآءَ» فقال:» .. قال بعض نحويي البصرة: العرب تقول: ناقة دكّاء: ليس لها سنام، وقال: الجبل مُذكَّر، فلا يشبه أن يكون منه إلا أن يكون: جعله مِثْل دكّاء، حذف مثل، وأجراه مجرى: {واسأل القرية} [يوسف: ٨٢]. وكان بعض نحويي الكوفة يقول: معنى ذلك: جعل الجبل أرضًا دكاء، ثم حذفت الأرض وأقيمت الدكاء مقامها إذْ أدَّت عنها".
ثم رَجَّح (١٠/ ٤٣٢) مستندًا إلى السنة فقال: «وأولى القراءتين في ذلك بالصواب عندي قراءة من قرأ: «جَعَلَهُ دَكَّآءَ» بالمد، وترك الجر لدلالة الخبر الذي رَويناه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على صحته [وهو حديث أنس المتقدم في تفسير قوله تعالى: {فلما تجلى ربه للجبل}]. وذلك أنه رُوي عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «فساخ الجبل»، ولم يقل: فتفتت، ولا تحوَّل ترابًا. ولا شك أنه إذا ساخ فذهب ظهر وجه الأرض، فصار بمنزلة الناقة التي قد ذهب سنامها، وصارت دكّاء بلا سنام. وأما إذا دُكَّ بعضُه فإنما يكسِرُ بعضه بعضًا ويتفتت ولا يسوخ. وأما الدكّاء فإنها خَلَفٌ من الأرض، فلذلك أُنِّثت على ما قد بيَّنتُ».

<<  <  ج: ص:  >  >>