ثم رَجَّح (١٠/ ٤٣٢) مستندًا إلى السنة فقال: «وأولى القراءتين في ذلك بالصواب عندي قراءة من قرأ: «جَعَلَهُ دَكَّآءَ» بالمد، وترك الجر لدلالة الخبر الذي رَويناه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على صحته [وهو حديث أنس المتقدم في تفسير قوله تعالى: {فلما تجلى ربه للجبل}]. وذلك أنه رُوي عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «فساخ الجبل»، ولم يقل: فتفتت، ولا تحوَّل ترابًا. ولا شك أنه إذا ساخ فذهب ظهر وجه الأرض، فصار بمنزلة الناقة التي قد ذهب سنامها، وصارت دكّاء بلا سنام. وأما إذا دُكَّ بعضُه فإنما يكسِرُ بعضه بعضًا ويتفتت ولا يسوخ. وأما الدكّاء فإنها خَلَفٌ من الأرض، فلذلك أُنِّثت على ما قد بيَّنتُ».