للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

صحيفتُك، ووُكِّل بك ملكان كريمان؛ أحدهما عن يمينك، والآخر عن يسارك، فأما الذي عن يمينك فيحفظ حسناتك، وأما الذي عن شمالك فيحفظ سيئاتك، فأمْلِل ما شئت، أقلل أو أكثر، حتى إذا مت طويت صحيفتك، فجعلت في عنقك معك في قبرك، حتى تخرج يوم القيامة كتابا تلقاه منشورًا، {اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا}، قد عدل -واللهِ- عليك مَن جعلك حسيب نفسك (١) [٣٨٠٨]. (٩/ ٢٧٤)

٤٢٦١٨ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: {اقرأ كتابك}، قال: سيقرأ يومئذ مَن لم يكن قارئًا في الدنيا (٢). (٩/ ٢٧٤)

٤٢٦١٩ - قال مقاتل بن سليمان: ثم يقال له: {اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا}، يعني: شهيدًا، فلا شاهد عليك أفضلُ مِن نفسك، وذلك حين قالوا: {والله ربنا ما كنا مشركين} [الأنعام: ٢٣]، ختم الله على ألسنتهم، ثم أمر الجوارح فشهدت عليه بشركه وتكذيبه، وذلك قوله سبحانه: {كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا}، وذلك قوله - عز وجل -: {بل الإنسان على نفسه بصيرة} [القيامة: ١٤]، يعني: جوارحهم؛ حين شهدت عليهم أنفسُهم وألسنتُهم وأيديهم وأرجلُهم (٣). (ز)

٤٢٦٢٠ - قال يحيى بن سلّام: قوله: {كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا}: شاهدًا (٤). (ز)

{مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا}

٤٢٦٢١ - قال مقاتل بن سليمان: {من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه} الخير، {ومن ضل} عن الهدى {فإنما يضل عليها} أي: على نفسه. يقول: فعلى نفسه إثم ضلالته (٥). (ز)


[٣٨٠٨] علَّقَ ابنُ عطية (٥/ ٤٥١) على كلام الحسن هذا بقوله: «على هذه الألفاظ التي ذكر الحسن يكون الطائر ما يتحصل مع ابن آدم من عمله في قبره، فتأمل لفظه، وهذا هو قول ابن عباس».
وعلَّقَ عليه أيضًا ابنُ كثير (٨/ ٤٤٥)، فقال: «هذا مِن حَسَنِ كلام الحسنِ».

<<  <  ج: ص:  >  >>